في تاريخ الطب الحديث، لم يعد الارتباط بين فيروس الجدري وفيروس الجدري محور البحث الأكاديمي فحسب، بل يسمح لنا أيضًا بالحصول على فهم أعمق لتاريخ اللقاحات وتأثيرها على صحة الإنسان. فيروس جدري البقر (CPXV) هو مرض معد يرتبط تاريخيًا بمرض الجدري مما يجعله استراتيجية مهمة للوقاية من الجدري.
كان فيروس جدري البقر ينتقل في الأصل إلى البشر من خلال ملامسة الأبقار المصابة. وعندما يتلامس الأشخاص مع الغدد الثديية للبقر المصابة، فإنهم غالبًا ما يصابون بأعراض مثل ظهور بثور كبيرة واحمرار على الجلد. ينتقل هذا الفيروس بشكل رئيسي عن طريق الاتصال، وعلى الرغم من عدم وجود حالات كثيرة لانتقاله إلى البشر، فإن تشابهه أصبح عاملاً رئيسياً في تطوير لقاحات الجدري.
يعود تاريخ لقاح جدري البقر إلى بريطانيا في القرن الثامن عشر، عندما اكتشف الطبيب إدوارد جينر أن التطعيم ضد جدري البقر يمكن أن يحمي البشر بشكل فعال من فيروس الجدري القاتل. في تجربة جينر، قام بتطعيم طفل صغير بقيح من عامل ألبان مصاب بجدري البقر، ووجد أن الطفل لم تظهر عليه أي أعراض للعدوى عند تعرضه لفيروس الجدري.يأتي مصطلح "لقاح" من الكلمة اللاتينية "vaccinus"، والتي تعني "من البقرة".
وضع هذا الاكتشاف الأساس للتطعيم، وأصبح جدري البقر خط الدفاع الرئيسي ضد الجدري. وكان الرأي العام ساحقًا، وسرعان ما انتشر استخدام اللقاح على نطاق واسع، حتى أنه كان له تأثير كبير على الجيش البريطاني، الذي أنقذ عددًا لا يحصى من الجنود من الموت بسبب الجدري.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الفوائد الطبية المذهلة التي يوفرها لقاح الجدري، إلا أن هناك بعض العلامات والمخاوف التي لا تزال قائمة. في المجال الطبي، كان العديد من الناس يشعرون بالقلق بشأن العواقب غير المعروفة وكان لديهم شكوك حول ما إذا كان ينبغي لهم تلقي لقاح الجدري. وبالإضافة إلى ذلك، تؤثر العوامل الاقتصادية أيضًا على الترويج للقاحات واستخدامها."لقد مكن نجاح التطعيم منظمة الصحة العالمية من إعلان الجدري أول مرض يتم القضاء عليه في جميع أنحاء العالم في عام 1980."
حاليا، ومع تعمق البحث العلمي، لا يزال فيروس الجدري موضوعا بحثيا مهما، وخاصة في مجالات علم المناعة وعلم الفيروسات. وعلى عكس الأفكار الشائعة سابقاً، كشفت العديد من الدراسات الطبية الحديثة تدريجياً عن دورة حياة الفيروس، وجينومه، وعلاقته بفيروس الجدري.
ومن الجدير بالذكر أن جينوم فيروس الجدري كبير نسبيًا، مما يمنحه قدرًا معينًا من المرونة في التطور. وبالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار فيروس الجدري يأتي في المقام الأول من القوارض في الغابات، والحالات القليلة في السنوات الأخيرة غالبا ما تأتي من الحيوانات الأليفة المنزلية المصابة، وخاصة القطط.
"على الرغم من أن معدل الإصابة بفيروس الجدري لدى البشر منخفض للغاية في الوقت الحاضر، إلا أنه لا يزال موضوعًا مهمًا للبحث الفيروسي وله أهمية بعيدة المدى لفهمنا للقاحات."
إذا نظرنا إلى التاريخ اليوم، فإن عملية تمكن فيروس جدري البقر من هزيمة فيروس الجدري تجعلنا نفكر ملياً. فهل يمكن للأزمنة الحديثة أن تتعلم المزيد من تاريخ القرن الثامن عشر وتستغل إمكانات اللقاحات في استراتيجيات الصحة العامة المستقبلية؟