مع تزايد عدد حالات الإصابة بسرطان الكبد في جميع أنحاء العالم، يقوم المجتمع الطبي بإجراء أبحاث متعمقة بشكل متزايد حول هذا المرض. اليوم، أصبح سرطان الكبد سادس أكثر أنواع السرطان شيوعاً ورابع سبب رئيسي للوفاة بسبب السرطان في جميع أنحاء العالم. إن تنوع سرطان الكبد يجعله قضية معقدة، حيث يشمل بشكل أساسي سرطان الكبد الأولي وسرطان الكبد النقيلي. وتشمل الأنواع الرئيسية لسرطان الكبد الأولي سرطان الخلايا الكبدية وسرطان القنوات الصفراوية. ومن بين هذه السرطانات، تم تحديد العدوى الفيروسية، وخاصة فيروس التهاب الكبد B (HBV) وفيروس التهاب الكبد C (HCV)، باعتبارها العوامل المسببة الرئيسية لسرطان الكبد.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 80% من حالات سرطان الخلايا الكبدية في جميع أنحاء العالم مرتبطة بفيروس التهاب الكبد B أو C، وخاصة في آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. بالنسبة للرجال، فإن خطر الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية بعد الإصابة بهذه الفيروسات أعلى، ويظل هذا الاختلاف بين الجنسين غير مفهوم. آلية عمل الفيروسات هي أنها تسبب التهابًا شديدًا وتليفًا في الكبد، والذي يمكن أن يتطور بعد ذلك إلى تليف الكبد وأورام الكبد في نهاية المطاف.
"إن الطفرة الخلوية الناتجة عن العدوى الفيروسية تشكل حلقة وصل رئيسية في تكوين سرطان الكبد. فهي لا تؤدي إلى الالتهاب فحسب، بل إنها تغير أيضًا التعبير الجيني ومسارات الإشارات في الخلايا."
يمكن تقسيم سرطان الكبد إلى عدة أنواع، وأكثرها شيوعا هو سرطان الخلايا الكبدية، والذي يمثل حوالي 75% من جميع سرطانات الكبد الأولية. تلعب اختبارات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي دورًا رئيسيًا في تشخيص سرطان الكبد، في حين تعد خزعة أنسجة الكبد طريقة مهمة للتشخيص النهائي. مع تقدم التكنولوجيا، نجح المجتمع الطبي في تحسين الفحص المبكر وتشخيص سرطان الكبد، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم تاريخ من أمراض الكبد المزمنة، والذين يُنصحون بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية كل ستة أشهر.
علاج سرطان الكبدتختلف طرق العلاج باختلاف أنواع سرطان الكبد. بالنسبة لسرطان الخلايا الكبدية في مرحلته المبكرة، غالبًا ما يُعتبر الاستئصال الجراحي هو العلاج المفضل. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض متقدم، قد يتم أيضًا النظر في خيارات علاجية أخرى مثل العلاج المستهدف والعلاج الإشعاعي. وتظهر العلاجات المناعية الناشئة، مثل الخلايا التائية المعدلة وراثيا، أيضا إمكانات في علاج سرطان الكبد.
"بالنسبة للعلاج المخصص لسرطان الخلايا الكبدية، فإن الفحص الدقيق والتشخيص هما مفتاح النجاح."
إن تقليل العدوى الفيروسية هو المفتاح للوقاية من سرطان الكبد، لأن 80% من سرطان الخلايا الكبدية مرتبط بالعدوى الفيروسية.
إن الاتجاه المتزايد لسرطان الكبد يذكرنا بأننا يجب أن ننتبه إلى الأسباب المتعددة التي تكمن وراءه، وخاصة المخاطر التي تشكلها العدوى الفيروسية. يتعين على كافة قطاعات المجتمع أن تتعاون معًا لرفع مستوى الوعي بالوقاية من سرطان الكبد وعلاجه. فهل فكرت يومًا في مواجهة هذا التحدي في التغييرات التي يمكنك إجراؤها كفرد لتقليل مخاطر الإصابة به؟