يعتبر التعرف على الكلمات جزءًا أساسيًا من قدرة القراءة وله تأثير حاسم على القراءة بطلاقة. وفقًا للأدبيات، يشير التعرف على الكلمات إلى قدرة القارئ على تحديد الكلمات المكتوبة بشكل صحيح بسرعة وبجهد قليل. يُطلق على هذه الظاهرة أحيانًا اسم "التعرف على الكلمات المعزولة" لأنها تتضمن قيام القراء بتحديد الكلمات من قائمة بمعزل عن السياق، دون مساعدة السياق.
تذكر LINCS أن "التعرف السريع والسهل على الكلمات هو عنصر أساسي في القراءة بطلاقة."
إن السبب الذي يجعل القراء يتعرفون على بعض الكلمات على الفور يتضمن مجموعة متنوعة من المبادئ النفسية والفسيولوجية. أحد العوامل الرئيسية هو شكل الحروف وترتيبها. تشير الأبحاث إلى أن طريقة ترتيب الحروف في الكلمة - المعروفة باسم "شكل البوما" - تؤثر على سرعة التعرف ودقته لدى القراء. النظرية هي أنه بمجرد أن يتصور القراء شكل الكلمة، يصبحون أكثر قدرة على التعرف عليها عندما يواجهون نفس الكلمة مرة أخرى.
تشير أبحاث هيرمان بوما إلى أن "الناس يتعرفون على الكلمات من أشكال الحروف بدلاً من قراءتها حرفًا بحرف".
أثناء التعرف على الكلمات، لا يتم التعرف على جميع الحروف بشكل فردي، ولكن يتم إدراك جميع الحروف في نفس الوقت. تؤكد نظرية "التعرف الموازي" هذه على كيفية تشكيل مجموعات الحروف تجربة تعرف شاملة في ذهن القارئ، مما يسمح له بتحديد الكلمات بسرعة.
أظهرت الأبحاث أن القراء يتعرفون على الحروف بشكل أسرع وأكثر دقة عندما تكون في سياق الكلمة، وهي الظاهرة المعروفة باسم "تأثير تفوق الكلمة".
ولكن هذا النموذج ليس هو التفسير الوحيد. مع تقدم التكنولوجيا، يتطور أيضًا فهم التعرف على الكلمات. على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث حول الشبكات العصبية أن السمات المرئية، مثل الخطوط المستقيمة والمنحنية للأحرف، تعمل على تنشيط مسارات عصبية محددة تعمل على تسهيل عملية التعرف على الكلمات بشكل أكبر.
تستجيب مناطق مختلفة من الدماغ بشكل خاص لعملية التعرف على الكلمات، وخاصة عند معالجة سلاسل من الحروف. أظهر التلفيف المغزلي في الدماغ نشاطًا متزايدًا عند استهداف الكلمات. إن الأساس الفسيولوجي لهذه العملية يزودنا بفهم للوظائف العصبية الأكثر نشاطًا أثناء القراءة.
توصلت الدراسات إلى أن الدماغ يستغرق 100 ميلي ثانية فقط للرد على الكلمات، في حين تبدأ معالجة المعلومات الدلالية بعد 150 ميلي ثانية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب حركة النظر بالعين (والتي تسمى "رمش الرقبة") أيضًا دورًا مهمًا في التأثير على التعرف على الكلمات. أظهرت الدراسات أن تثبيت نظرك على كلمة ما يحسن دقة التعرف عليها، وأن نمط حركة نظرك يؤثر بشكل مباشر على سرعة التعرف على الكلمات. أثناء القراءة، عندما تتحرك العينان بسرعة، تنخفض حساسية البصر، مما يجعل امتصاص المعلومات يحدث في المقام الأول أثناء لحظات راحة العين.
يعد إتقان تقنية التعرف على الكلمات أمرًا ضروريًا لتعلم اللغة والقدرة على القراءة. إن التعرض المتكرر للكلمات، مثل التدرب على استخدام البطاقات التعليمية، يمكن أن يحسن سرعة التعرف على الكلمات ودقتها بشكل كبير. ويشير الخبراء إلى أن تعزيز التعرف على الكلمات من خلال التكرار والتعرض لها بمعدلات عالية يمكن أن يساعد القراء على إتقان اللغة بشكل أفضل، وخاصة عند تعلم لغة ثانية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير تردد الكلمات يخبرنا أن الكلمات الشائعة أسهل في التعرف عليها من الكلمات غير الشائعة. لا يؤثر هذا على سرعة التعرف فحسب، بل يؤثر أيضًا على دقة التعرف. وقد استخدم الباحثون هذا التأثير على نطاق واسع في بناء نظرية التعرف على الكلمات لمساعدة المبتدئين والأشخاص الذين يعانون من صعوبات في القراءة على تسريع عملية التعلم.
مع تطور العلوم والتكنولوجيا، تم تعزيز الأبحاث المتعلقة بالتعرف على الكلمات بشكل أكبر. يتيح استخدام الأجهزة الإلكترونية للمتعلمين الوصول إلى كميات كبيرة من النصوص، مما يمنحهم الفرصة للمشاركة في ممارسة التعرف على الكلمات بشكل متكرر. وهذا لا يساعد فقط المتعلمين الأطفال، بل يساعد أيضًا القراء البالغين والمتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة."يعتبر تأثير تكرار الكلمات أساسًا مهمًا لتفسير ظاهرة التعرف على الكلمات."
ما هو سر التعرف على الكلمات؟ هل يمكن تطبيق هذا الفهم على جميع أنواع التعلم لتحسين القدرة على الفهم والتعبير بشكل فعال؟