في مجال التحليل الرياضي، تعتبر "الطريقة التباينية" فرعًا حاسمًا يركز على إيجاد القيم المتطرفة لتعيينات الوظائف، والتي تسمى "الدوال". تتضمن دراسة الوظائف غالبًا تعريف التكاملات التي تغطي الوظائف ومشتقاتها، مما يجعل حساب المتغيرات أداة قوية للعثور على القيم المتطرفة. أحد الأمثلة الأكثر شيوعًا هو العثور على أقصر منحنى بين نقطتين، والذي إذا لم يتم تقييده، فسيكون الخط المستقيم بين النقطتين. ومع ذلك، عندما يتم تقييد المنحنى على سطح ثلاثي الأبعاد، فإن الحل لم يعد واضحا، مما يؤدي إلى سلسلة من المشاكل الرياضية الرائعة.
لا يقتصر تطبيق حساب المتغيرات على مشكلة أقصر مسافة. على سبيل المثال، وفقًا لمبدأ فيرما، فإن مسار الضوء يتبع مبدأ أقصر مسار بصري، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخصائص الوسط. ومن الناحية الميكانيكية، يمكن أيضًا مقارنة هذا المبدأ بمبدأ الحد الأدنى للعمل. تتضمن العديد من المشاكل المهمة وظائف العديد من المتغيرات، مثل مشكلة القيمة الحدية لمعادلات لابلاس، والتي تلبي مبدأ ديريك لي. عند التعامل مع مشاكل الحد الأدنى للسطح على الحدود المستوية، فإن الأمر يتعلق بإيجاد الحد الأدنى من المساحة، والتي يمكن تجربتها بشكل حدسي عن طريق غمس الإطار في الماء والصابون.في حالة عدم وجود قيود، يكون المسار الأقصر هو الخط المستقيم، ولكن في بيئة مقيدة، تزداد تعقيدات الحل، وقد يكون هناك حتى حلول متعددة ممكنة.
من الناحية الرياضية، على الرغم من أن هذه التجارب سهلة التنفيذ نسبيًا، فإن الرياضيات التي تكمن وراءها بعيدة كل البعد عن البساطة، لأنه قد يكون هناك أكثر من سطح أدنى محلي، وقد تحتوي هذه الأسطح على أشكال طوبولوجية غير تافهة.
أدى عمل لاغرانج إلى تحويل حساب التغيرات إلى طريقة تحليلية بحتة، وتم تسميتها رسميًا بحساب التغيرات في خطابه عام 1756.
مع تقدم العصر، قدم علماء الرياضيات مثل أدريان ماري ليجيندر، وكارل فريدريش جاوس، وسيمون بواسون، وغيرهم العديد من المساهمات في هذا المجال. ويعتبر عمل كارل ويلستراس الإنجاز الأهم في القرن العشرين، إذ وضع نظرية حساب المتغيرات على أسس متينة. وكان القرن العشرون بمثابة عصر مزدهر آخر لحساب المتغيرات، مع قيام علماء الرياضيات مثل ديفيد هيلبرت وإيمي نويثر بتطوير النظرية بشكل أكبر.
يتمثل جوهر حساب المتغيرات في إيجاد الحد الأقصى أو الحد الأدنى لقيمة الدالة، والتي يشار إليها بشكل جماعي باسم "القيم المتطرفة". تقوم الخريطة الوظيفية بتعيين مساحة الوظيفة إلى مقياس، مما يسمح بوصف الوظائف على أنها "وظائف الوظائف". للعثور على القيم المتطرفة للدالة، نستخدم غالبًا معادلات أويلر-لاغرانج. الفكرة الأساسية لهذه المعادلة تشبه الطريقة التي نجد بها أقصى قيمة لدالة ما من خلال البحث عن مشتقتها لتكون صفرًا، ولكن في حالة الدوال فإننا نبحث عن الدوال التي تجعل مشتقة الدالة صفرًا.
من خلال حل معادلات أويلر-لاجرانج، يمكننا إيجاد أقصى القيم الوظيفية، والتي توفر البنية لحساب التغيرات.
سواء في الفيزياء أو الهندسة أو مجالات أخرى من الرياضيات، فقد أثبت حساب المتغيرات قوته ومرونته. في العديد من التطبيقات، سواء في أقصر مسار أو مشكلة الحد الأدنى للسطح، ثبت أن حساب التغيرات يولد مجموعة واسعة من الحلول. هذه الحلول لا تكون في كثير من الأحيان مجرد أشكال هندسية بسيطة؛ بل قد تحتوي على معاني رياضية أعمق وقد تكون قادرة على تفسير العديد من الظواهر الطبيعية.
مع تقدم الرياضيات، أصبح فهمنا لحساب المتغيرات أعمق وأوسع. كيف سيوجهنا هذا الحساب في المستقبل إلى استكشاف المشكلات الرياضية والفيزيائية غير المعروفة؟