النيس (الشيست الجرانيتي) هو صخر متحول شائع إلى حد ما ومنتشر على نطاق واسع ومعروف بتكوينه الفريد وتنوع ألوانه.
يتكون هذا الصخر المتحول أثناء عملية تحول ذات درجة حرارة عالية وضغط مرتفع وعادة ما يكون نتاج تكوين يتكون من صخور نارية أو رسوبية تخضع للتحول. وتشمل ظروف تشكلها نطاق ضغط يتراوح بين 2 إلى 15 كيلوبار، أو حتى أعلى، ودرجة حرارة تتجاوز 300 درجة مئوية (572 درجة فهرنهايت). يظهر النيس دائمًا تقريبًا سمات هيكلية تشبه الشريط، والتي تتشكل من خلال التناوب بين النطاقات الداكنة والفاتحة ولا تحتوي على شقوق مميزة.
النيس هو نوع شائع من الصخور في الطبقات القديمة من القشرة القارية. وتعد بعض أقدم الصخور على وجه الأرض، مثل صخور النيس الأكاستا، من بين هذه الصخور.
يتميز النيس بالبنية الشبيهة بالشريط التي يظهرها، والتي تتشكل من ترتيب المعادن في درجات حرارة عالية.
كما هو محدد من قبل هيئة المسح الجيولوجي البريطانية (BGS) والاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS)، يعتبر النيس فئة نصية واسعة للصخور المتحولة ذات الحبيبات المتوسطة إلى الخشنة التي تظهر بنية تشبه الصفائح غير المتطورة بشكل جيد ولها تكوين طبقة يزيد سمكها عن 5 مم (0.20 بوصة). غالبًا ما تحمل تسمية النيس أوصافًا للون وتكوين المعدن، مثل "النيس العقيقي الميكا" أو "النيس الرمادي الوردي".
تتوزع المعادن الموجودة في النيس في هياكل تشبه الشريط، وهي ظاهرة تعرف باسم الخطوط النيسية. تحتوي الأشرطة الداكنة على المزيد من المعادن مثل المغنيسيوم والحديد، في حين تحتوي الأشرطة الأفتح على المزيد من المعادن مثل الصوديوم والألمنيوم والبوتاسيوم. يتشكل هذا الهيكل الذي يشبه الشريط عندما تكون القوة الانضغاطية للصخور أكبر من تلك الموجودة في الاتجاهات الأخرى، وتعمل درجات الحرارة المرتفعة على إعادة تنظيم هذه المعادن.
أثناء تشكل النيس، يتعرض الصخر لقوى قص شديدة تؤدي إلى تمدد المادة الأصلية وتسطيحها.
النيس الأوجن هو نوع من النيس المتحول من الجرانيت، يتميز بوجود حبيبات مستديرة أو عدسية في مصفوفة من الجسيمات الأصغر. يظهر النيس الأوجن ميزات تحولية أكثر أهمية مقارنة بالنيس التقليدي.
الميغماتيت هو عبارة عن صخور نيس تحتوي على أكثر من نوعين مختلفين من الصخور، بعضها يتجلى على شكل صخور نيس عادية والبعض الآخر يشبه الصخور المتطفلة، مثل الجرانيت. يُعتقد عمومًا أن هذه الصخرة هي نتاج ذوبان جزئي، وتشمل مكوناتها مادتي "اللوكوسوم" و"الميلانوسوم" الشهيرتين.
يحدث النيس عادة حيث يكون التدهور الإقليمي أكثر نشاطًا، حيث يمكن أن تصل درجة التدهور إلى 600 درجة مئوية (1112 درجة فهرنهايت)، في حين يمكن أن تصل الضغوط إلى 2 إلى 24 كيلو بار. يمكن أن تتحول العديد من أنواع الصخور إلى النيس، لذا يقوم الجيولوجيون بشكل مؤسسي بإضافة أوصاف لكل منها.
على سبيل المثال، غالبًا ما يكون النيس في منطقة كراتون القديمة مصحوبًا بأحزمة من الحجر الأخضر، والتي لها تاريخ جيولوجي طويل للغاية.
إن وجود هذه النيس ليس فقط دليلاً على البنية الجيولوجية، بل هو أيضاً شاهد على عملية تغير الأرض.
أكاستا النيس هو حطام قشري قديم يقع في المنطقة الشمالية الغربية من كندا والذي خضع للتحول منذ حوالي 3.58 إلى 4.031 مليار سنة. ومن الأمثلة الشهيرة الأخرى النيس لويسيان في اسكتلندا، والذي يتكون في المقام الأول من الصخور البركانية والرسوبية المتحولة، في حين يعتبر النيس مورتون في الولايات المتحدة أقدم كتلة قشرية قارية كاملة في البلاد.
باعتباره مادة بناء، يتم استخدام النيس على نطاق واسع في مشاريع البناء، ومظهره الجمالي يجعله خيارًا شائعًا في بعض المدن. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام النيس في كثير من الأحيان كمواد تجميعية خشنة للبناء.
لا يلعب النيس دورًا مهمًا في الجيولوجيا فحسب، بل إن عملية تكوينه وتوزيعه المذهلة دفعت الناس أيضًا إلى التفكير بعمق في تطور الأرض. وأمام هذه الظواهر المترافقة مع الطبيعة، لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل تخفي الصخور المتحولة الأخرى على الأرض قصصاً مماثلة؟