الجدري، وهو مرض بشري اجتاح العالم ذات يوم، تم إعلان انقراضه في القرن العشرين بسبب التطعيم على نطاق واسع. وترتبط جذوره ارتباطًا وثيقًا بفيروس جدري البقر، وهذا التاريخ لا يكشف فقط عن تقدم العلم، بل يظهر أيضًا تألق الحكمة الطبية القديمة. كان اكتشاف الطبيب البريطاني إدوارد جينر في عام 1796 أن العدوى بفيروس جدري البقر الخفيف نسبياً يمكن أن تمنع بشكل فعال فيروس الجدري القاتل، بمثابة تغيير في مسار معركة البشرية ضد الأمراض المعدية. اليوم، دعونا نستكشف العلاقة الغامضة بين فيروس جدري البقر واللقاحات ونرى كيف تنبأ الأطباء القدماء بمستقبل الجدري.
لا تعمل اللقاحات على الحماية من العدوى فحسب، بل تعمل أيضًا على إنشاء ذاكرة مناعية طويلة الأمد تحمينا من أهوال الماضي.
فيروس الجدري، أحد أفراد عائلة الفيروسات الجدريية، هو فيروس مغلف كبير ومعقد. يبلغ طول جينومه حوالي 190 كيلو بايت ويحتوي على حوالي 250 جينًا. وقد نشأ نجاحه من فضول جينر تجاه جدري البقر، الذي أطلق عليه اسم "variolae vaccinae"، أي "جدري البقر الصغير". وقد كشف بحثه عن العلاقة بين الفيروسات، مما جلب الأمل للعالم.
عندما اكتشف الناس أن فيروس جدري البقر يمكن أن يحفز استجابة مناعية ضد الجدري، تشكل مفهوم اللقاح بهدوء، مما أعطى استراتيجية الصحة البشرية بأكملها اتجاهًا جديدًا تمامًا.
مع مرور الوقت، أصبحت الصلة بين جدري البقر والجدري غير واضحة. بدأ تاريخ الجدري يتغير في القرن التاسع عشر عندما قام لويس باستور بتطوير تقنيات معملية لإنشاء اللقاحات. في عام 1939، أثبت آلان وات داوني أن لقاح الجدري الحديث يختلف مصليًا عن لقاح جدري البقر، مما جعل العلماء يدركون أن العلاقة بين الاثنين لا يمكن مقارنتها ببساطة.
آلية فحص فيروس الجدري واستخداماتهيذكرنا تاريخ تطوير هذه اللقاحات بأن العلم يتقدم باستمرار، وأن كل تطوير ناجح للقاح ينبع من حكمة واستكشاف أسلافنا.
يحتوي فيروس الجدري على جينات مختلفة تسمح له بمقاومة الجهاز المناعي للمضيف، وهو أحد الأسباب المهمة لكون هذا اللقاح فعالاً. ما يميز هذا الفيروس هو أنه يتكاثر فقط في سيتوبلازم الخلية المضيفة، الأمر الذي يتطلب جينومًا كبيرًا لتشفير الإنزيمات والبروتينات المختلفة المشاركة في تكاثر الفيروس ونسخ الجينات.
إن آلية تكاثر الفيروس لا تعلمنا كيفية محاربة مسببات الأمراض فحسب، بل تلهم المجتمع العلمي أيضًا لاستخدام العلاج الجيني، مما يؤدي إلى موجة جديدة من الأبحاث الطبية.