الإنديوم، رمزه In، العدد الذري 49، هذا المعدن الانتقالي ذو اللون الأبيض الفضي يلعب دورًا حيويًا في التكنولوجيا الإلكترونية. منذ اكتشافه في عام 1863، جذب الإنديوم انتباه العلماء والمهندسين بخصائصه الفيزيائية والكيميائية الفريدة وتطبيقاته في مجموعة متنوعة من التقنيات. يتزايد الطلب على الإنديوم سواء في إنتاج الشاشات المسطحة أو المواد شبه الموصلة أو في صنع السبائك، ولا يمكن التقليل من تأثيره على التطور التكنولوجي في المستقبل.
الإنديوم هو معدن ناعم للغاية وقابل للسحب بدرجة كبيرة، وله صلابة موس تبلغ 1.2 فقط، وهو ناعم للغاية بحيث يمكن قطعه بالسكين. يتمتع الإنديوم بدرجة انصهار تبلغ 156.6 درجة مئوية، وهي مماثلة للألمنيوم والروبيديوم، اللذين لهما خصائص مماثلة. تبلغ كثافتها 7.31 جم/سم3، وهي عالية نسبيًا بين المعادن الانتقالية. إن الخصائص المتأصلة للإنديوم تجعله يستخدم على نطاق واسع في المنتجات الإلكترونية.
التوزيع الإلكتروني للإنديوم هو [Kr]4d105s25p1 ويوجد عادة في حالة الأكسدة +3. ومع ذلك، فإن مركبات الإنديوم الأحادي التكافؤ (I) تتمتع أيضًا بإمكانية اختزال ممتازة بسبب تأثير الزوج الخامل. وبطبيعة الحال، فإن الإنديوم غير تفاعلي على الإطلاق في المياه العسيرة، مما يحمي استخدامه في الإلكترونيات.
في التكنولوجيا الحالية، الاستخدام الأكثر شهرة للإنديوم هو المكون الرئيسي لأكسيد قصدير الإنديوم (ITO)، وهو طلاء شفاف وموصل يستخدم على نطاق واسع في شاشات الكريستال السائل (LCD) وشاشات اللمس المختلفة. شاشة التحكم. لا تقوم هذه المادة بتوصيل التيار الكهربائي فحسب، بل تحافظ أيضًا على سطح شفاف، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الإلكترونية الفعالة.
ارتفع الطلب على الإنديوم بشكل كبير منذ تسعينيات القرن العشرين، مع شعبية أجهزة التلفاز الكريستالية السائلة وشاشات الكمبيوتر، ويمثل الإنديوم الآن 50% من الاستهلاك العالمي.
المصدر الرئيسي للإنديوم هو المنتج الثانوي لخام الزنك، وخاصة خام الزنك المصقول بالرمل. وتعتمد عملية استخلاصه عادة على صهر الزنك، حيث يتراكم الإنديوم في البقايا الغنية بالحديد. بسبب طبيعته كمنتج ثانوي، فإن إنتاج الإنديوم يقتصر على كمية خام الزنك والنحاس المستخرجة. وبحسب التقديرات الأخيرة، فإن إمكانات توريد الإنديوم قد تصل إلى 1300 طن متري سنويا، وهو ما يتجاوز الإنتاج الحالي بكثير.
على الرغم من أن الإنديوم له مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية والإلكترونية، فإن نظيره المشع، الإنديوم-111، يستخدم في الطب كمتتبع للعلاج الإشعاعي. ومع ذلك، يعتبر الإنديوم سامًا محتملًا، لذا يجب توخي الحذر عند استخدامه. إن قابلية امتصاص الإنديوم ليست عالية، ولكن التعرض الطويل الأمد قد يسبب تأثيرات على جسم الإنسان.
على الرغم من أن الإنديوم يتمتع بآفاق تطبيق واسعة في التكنولوجيا الإلكترونية، إلا أن استقرار سلسلة التوريد الخاصة به لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا. في بيئة تكنولوجية متغيرة باستمرار، أصبح العثور على مواد بديلة للإنديوم أو تحسين معدل إعادة تدويره محور اهتمام الصناعة. ومع استمرار التقدم التكنولوجي في دفع عجلة تطور المنتجات الإلكترونية، فإن قدرة الإنديوم على الاستمرار في دعم التطور التكنولوجي في المستقبل هي أيضًا الطريقة لاستكشاف المستقبل.
مع التطور السريع للتكنولوجيا الإلكترونية اليوم، هل خصائص الإنديوم كافية لتلبية احتياجات المستقبل، أم أننا بحاجة إلى إيجاد بديل له؟