تعتبر معدات الحماية الشخصية (PPE) بشكل عام من معدات السلامة الأساسية في بيئة العمل الحديثة. سواء كان الأمر يتعلق برجال الإطفاء أو عمال البناء أو العاملين في المجال الطبي، فقد تم استخدام معدات الحماية الشخصية على نطاق واسع لحماية الأشخاص من المخاطر المختلفة. ولكن إذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن أصول هذه الأدوات الوقائية تعود إلى قرون مضت. فحتى في وقت مبكر من عصر الطاعون، بدأ الأطباء القدماء في استخدام بعض أشكال معدات الحماية لمحاربة تهديدات الفيروسات. والبكتيريا.
ركزت معدات الحماية الشخصية المبكرة مثل الدروع والأحذية والقفازات على حماية مرتديها من الأذى الجسدي. كان أطباء الطاعون في القرن السادس عشر يرتدون مجموعة كاملة من البدلات الوقائية للتعامل مع البيئات القذرة ومرضى الطاعون.
خلال القرن السادس عشر عندما كان الموت الأسود مستشريًا، كان أطباء الطاعون يرتدون ملابس وقائية كاملة تسمى "بدلات أطباء الطاعون". تتضمن هذه الملابس ثوبًا خارجيًا كامل الطول، وخوذة، وقناعًا للعين، وقفازات، وأحذية، وهي تهدف في المقام الأول إلى منع انتشار المرض. تتكون هذه البدلات من مواد ثقيلة ومغطاة بالشمع لتعزيز خصائصها المقاومة للماء. وكان الأطباء يرتدون بعد ذلك أقنعة ذات هياكل على شكل منقار مملوءة بالزهور العطرة والأعشاب والتوابل، حيث كان الناس في ذلك الوقت يعتقدون أن الروائح الكريهة تنتشر عبر الهواء وتؤدي إلى انتشار الأمراض.
"على الرغم من أن ملابس طبيب الطاعون قد تبدو سخيفة، إلا أنها كانت الإجراء الوقائي الوحيد الذي كان بإمكانهم اتخاذه في ذلك الوقت."
اليوم، يتم تصنيف معدات الحماية الشخصية وفقًا لجزء الجسم المحمي، ونوع الخطر، ونوع الملابس أو الملحقات. قد يكون للعنصر، مثل الحذاء، كل من مقدمة القدم والنعل الفولاذيين للحماية من الإصابات الناجمة عن السحق أو الثقب، أو قد يكون مصنوعًا من مادة مطاطية غير منفذة للحماية من ملامسة المواد الكيميائية. يجب مقارنة الخصائص الوقائية لكل قطعة من معدات الحماية بالمخاطر المتوقعة في مكان العمل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمعدات الحماية الأكثر قدرة على التنفس أن تعمل على تحسين رضا المستخدمين دون زيادة خطر التلوث بالضرورة.
لا يمكن التقليل من أهمية معدات الحماية الشخصية، ومع ذلك، ينبغي استخدامها كملاذ أخير كإجراء حماية أساسي.
تعد حماية السمع وحماية العين وحماية الجلد أيضًا ضرورية في بيئة العمل. وفقًا للإحصائيات، يعاني حوالي 2000 عامل أمريكي من إصابات متعلقة بالعين أثناء العمل يوميًا. إن تعريض الأذنين لمستويات عالية من الضوضاء يمكن أن يؤدي أيضًا إلى فقدان السمع بشكل لا رجعة فيه. يمكن لمعدات الحماية الشخصية المناسبة - بما في ذلك النظارات الواقية وسدادات الأذن والقفازات - أن توفر للعمال الحماية الفسيولوجية الأساسية من الإصابات أو الأمراض غير المتوقعة في العمل.
في الولايات المتحدة، يتضمن قانون تفويض الدفاع الوطني تعريفًا واضحًا للغاية لمعدات الحماية الشخصية، بما في ذلك أنواع مختلفة من المعدات المستخدمة لمنع العدوى والتلوث. اعتمد الاتحاد الأوروبي التوجيه 89/686/EEC لضمان أن معدات الحماية الشخصية المتوفرة في السوق تلبي معايير السلامة المحددة. وقد لعبت هذه اللوائح دوراً رئيسياً في زيادة أهمية التدابير الوقائية، وتطورت مع مرور الوقت.
"مع تقدم التكنولوجيا، تتقدم معها قدرات الحماية ومعايير السلامة، ومع ذلك فإن الدروس القيمة من الماضي التي تتوافق مع تدابير السلامة الحديثة غالبًا ما يتم نسيانها."
على مر القرون، أصبح دور معدات الحماية الشخصية في حماية الأشخاص من المخاطر مهمًا بشكل متزايد، بدءًا من التدابير الوقائية لأطباء الطاعون القدماء وحتى مسؤوليات السلامة والصحة المهنية الحديثة. لكن هل يعني هذا أن فهمنا للأمن سوف يستمر في التحسن، أم أنه سيبقى راكدا عند مرحلة معينة؟