حصلت إنزيمات القيد على اسمها من الأبحاث التي أجريت في الخمسينيات من القرن العشرين، عندما اكتشف العلماء أنه عندما يتم تكاثر البكتيريا في سلالة بكتيرية مختلفة، فإن العائد ينخفض بشكل كبير. وفي هذه التجارب، لاحظ العلماء أن البكتيريا تقوم بقطع الحمض النووي للعاثيات الغريبة إنزيميًا، مما يجعل من المستحيل عليها التكاثر في المضيف الجديد. مع مرور الوقت، اكتسب المجتمع العلمي فهمًا أعمق لبنية ووظيفة هذه الإنزيمات، مما أدى إلى منح جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب عام 1978.
تتعرف إنزيمات القيد على تسلسلات نيوكليوتيدات محددة وتنتج قطعات مزدوجة السلسلة هناك. تكون تسلسلات التعرف هذه قصيرة عمومًا، حيث تتراوح من 4 إلى 8 قواعد، وتكون في الغالب متماثلة، أي أنها متطابقة عند قراءتها في الاتجاهين المعاكس والأمامي. تنقسم إنزيمات القيد إلى خمسة أنواع بناءً على بنيتها ووظيفتها:
1. إنزيمات القيد من النوع الأول: تعمل هذه الإنزيمات على القطع على مسافة من موقع التعرف وتتطلب مشاركة ATP وميثيل ترانسفيراز.
2. إنزيمات القيد من النوع الثاني: تعمل هذه الإنزيمات على القطع عند موقع التعرف وهي أكثر إنزيمات القيد استخدامًا في المختبرات. وعادةً ما تتطلب المغنيسيوم كعامل مساعد.
3. إنزيمات القيد من النوع الثالث: تقطع على مسافة قصيرة بعد موقع التعرف وتتطلب ATP وS-أدينوسيل ميثيونين (AdoMet).
4. إنزيمات القيد من النوع الرابع: تقطع الحمض النووي المعدل بشكل خاص، مثل الحمض النووي الميثيلي.
5. إنزيمات القيد من النوع الخامس: تستهدف تسلسلات غير متماثلة محددة من خلال الحمض النووي الريبوزي الدليل (gRNA)، مما يُظهر إمكانات في تحرير الجينات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام إنزيمات القيد للتمييز بين أليلات الجينات وإجراء تحديد النمط الجيني من خلال تحديد التغيرات في القاعدة الفردية دون الحاجة إلى تسلسل الجينات المكلف. يستفيد هذا التطبيق من قدرة إنزيمات القيد على التعرف بدقة على تسلسلات الهدف عند قطع الحمض النووي. وهذه أيضًا أداة لا غنى عنها لتحليل الأنسجة الجينية واكتشاف بصمات الحمض النووي.
لا شك أن تطبيق إنزيمات القيد سيكون له تأثير عميق على المجالات المستقبلية مثل الطب الحيوي والعلاج الجيني والعلاج المضاد للفيروسات. وبينما نتطلع إلى المستقبل، كيف يمكن لإنزيمات القيد أن تعيد صياغة فهمنا للعلوم الحيوية مرة أخرى؟إن وظيفة إنزيمات القيد جعلت من التلاعب بالحمض النووي ليس مجرد حلم بعيد، بل أصبح جوهر الهندسة الوراثية.