في العديد من المجتمعات، يستخدم مصطلح الممرضة لوصف النساء اللواتي يرضعن الأطفال بدلاً من الأم البيولوجية. إن وجودهن لا يشكل موردًا فسيولوجيًا لحليب الأم فحسب، بل يوفر أيضًا فرصة ذهبية للأمهات غير القادرات أو غير الراغبات في الرضاعة الطبيعية، وهو ما يمكّن أيضًا بعض الأطفال من الولادة من جديد في ظروف صعبة. هذا الدور له جذور ثقافية عميقة في التاريخ ولعب أدوارًا مختلفة في فترات مختلفة.
إن دور الممرضة ليس مجرد دور جسدي، بل هو أيضًا مزيج من العواطف والمسؤولية الاجتماعية.
في بعض الثقافات، يُنظر إلى العلاقة بين المرضعة والمرضعة على أنها نوع خاص من القرابة، وقد تشكل مفهوم "القرابة الرطبة" في المجتمع.
مع تغير الظروف الطبية والاجتماعية، تستمر احتياجات الممرضات في التطور. وتجعل معدلات الوفيات المرتفعة بين الأمهات والأطفال هذا الدور مهمًا بشكل خاص. عندما كانت الأمهات غير قادرات على توفير حليب الثدي بسبب المرض أو الأسباب الاجتماعية أو الوفاة، فإن ظهور المرضعات لم يضمن بقاء الرضع فحسب، بل عزز أيضًا ازدهار المجتمع بأكمله.
في بعض مجتمعات الطبقة العليا، لم يكن تعيين مرضعة خيارًا عمليًا فحسب، بل كان أيضًا بمثابة عرض للقوة المالية ونفوذ الأسرة.يحمل دور الممرضة معاني رمزية مختلفة في الثقافات المختلفة. في الهند، كان وجود مرضعة يعتبر رمزًا للمكانة؛ وفي روما القديمة، لم تكن المرضعات يقدمن حليب الثدي فحسب، بل كن يتحملن أيضًا مسؤولية رعاية الطفل، وحتى أن القانون كان لديهن شروط واضحة للراتب. في الجنوب الأمريكي، كانت النساء المستعبدات يُجبرن في كثير من الأحيان على العمل كمرضعات للأطفال البيض، وهو الوضع الذي يعكس عدم المساواة العنصرية والطبقية.
في الوقت الحاضر، ومع تزايد شعبية بدائل حليب الأم، يبدو أن دور المرضعات أصبح مهمشًا تدريجيًا. ومع ذلك، لا يزال هذا التقليد موجودا في بعض البلدان النامية. لا تزال العديد من الأسر تعتمد على المرضعات لرعاية أطفالها الرضع، وخاصة عندما لا تسمح الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأمهات برعاية أطفالهن بدوام كامل. ولا يزال يُنظر إلى هذا الدور اليوم باعتباره وسيلة لتحسين الوضع الاجتماعي.
"في العديد من البلدان النامية، أصبحت المرضعات رمزًا للتراث الثقافي، تحمل مشاعر التاريخ والعائلة."
مع تغير المفاهيم الاجتماعية، تتطور أيضًا النظرة إلى المرضعات. ومن ناحية أخرى، أصبحت التغطية الإعلامية للممرضات أكثر تنوعًا، حيث امتدت من الأدوار الفسيولوجية البسيطة إلى مناقشات العواطف والمسؤوليات الاجتماعية. ومن ناحية أخرى، فإن التقدم في العلوم والتكنولوجيا، وخاصة ظهور بنوك حليب الأم، يوفر خيارًا آخر للأطفال الذين يحتاجون إلى حليب الأم.
وهذا يجعلنا نتساءل، ما هو الدور الذي ستلعبه المرضعات في المستقبل؟ هل يمكنهم استعادة المكانة والاحترام الذي يستحقونه في المجتمع الحديث؟