الطين الأحمر، المعروف أيضًا باسم بقايا البوكسيت، هو عبارة عن نفايات صناعية يتم إنتاجها عند معالجة البوكسيت وتحويله إلى بوكسيت بواسطة عملية باير. ويأتي لون هذه المادة في المقام الأول من أكاسيد الحديد التي تحتوي عليها، والكمية الكبيرة من الطين الأحمر المنتج تجعل القضايا البيئية أكثر وضوحا. ويصاحب كل طن من البوكسيت المنتج إنتاج ما يقرب من 1 إلى 1.5 طن من الطين الأحمر. ونظراً لأن الإنتاج العالمي السنوي من البوكسيت يتجاوز 140 مليون طن، فإن الإنتاج السنوي من الطين الأحمر يمكن أن يصل إلى أكثر من 170 مليون طن.
قد تشكل القلوية العالية لهذه النفايات تهديدًا كبيرًا للبيئة إذا لم يتم تخزينها بشكل صحيح.
يتم إنتاج الطين الأحمر بشكل أساسي من عملية باير، وهي الطريقة الرئيسية لتكرير البوكسيت إلى البوكسيت. أثناء العملية، يتفاعل البوكسيت مع هيدروكسيد الصوديوم تحت درجة حرارة وضغط مرتفعين لتكوين محلول ألومينات الصوديوم، في حين يتم فصل البقايا غير القابلة للذوبان لتشكيل الطين الأحمر. إن إنتاج الطين الأحمر لكل مصنع للبوكسيت يكون عادة من 1 إلى 2 مرة إنتاج البوكسيت، وتعتمد هذه النسبة على نوع البوكسيت المستخدم وظروف الاستخراج.
المكون الرئيسي للبوكسيت هو أكسيد الألومنيوم، وتشمل المكونات الأخرى ثاني أكسيد السيليكون وأكسيد التيتانيوم. ومن بينها، يمكن أن يصل محتوى أكسيد الحديد إلى 60%. يؤدي هذا المزيج من المكونات إلى اختلاف قيمة الرقم الهيدروجيني للطين الأحمر على نطاق واسع، وعادة ما تكون بين 10 و13.
ويأتي ذلك في أعقاب قيام شركة مونتيديسون الإيطالية بتفريغ كميات من الطين الأحمر قبالة سواحل كورسيكا، وهو الإجراء الذي أثار نزاعا قانونيا دوليا.
تطورت طرق تخزين الطين الأحمر بمرور الوقت. وكانت طرق التخزين المبكرة تستخدم في الغالب طرقًا مثل خرق السدود أو ملء الثقوب، الأمر الذي يشكل مخاطر بيئية كبيرة. في السنوات الأخيرة، ومع الاهتمام المتزايد بقضايا حماية البيئة، اكتسبت تقنية التخزين الجاف شعبية تدريجيًا. يمكن لهذه الطريقة أن تقلل بشكل فعال من قلوية الطين الأحمر وتعزز إعادة استخدامه.
كما يتعمق البحث في استخدام الطين الأحمر، وقد دفع الطلب المتزايد إلى إطلاق العديد من مشاريع البحث. يتم إنتاج ما يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين طن من الطين الأحمر على مستوى العالم سنويًا لاستخدامه في صناعة الأسمنت وبناء الطرق وكمادة خام للصلب. وتقوم إيطاليا ودول أوروبية أخرى حالياً بتجربة الجمع بين الطين الأحمر والنفايات الأخرى لتطوير مواد وتقنيات بناء خضراء لتعزيز التنمية المستدامة.
يستثمر عدد متزايد من الشركات ومؤسسات البحث في مشاريع إعادة تدوير الطين الأحمر، سعياً لتحويل الطين الأحمر إلى موارد مفيدة.
في المستقبل، ومع سعي البشر نحو التنمية الخضراء منخفضة الكربون، هل من الممكن أن يتوقف الطين الأحمر عن أن يكون خطراً خفياً على البيئة، بل يصبح مورداً قيماً لنوع جديد من المواد؟