<ص>
على الرغم من أن اسكتلندا لديها ثقافة طويلة وتقاليد موسيقية غنية، إلا أنها لم تتمكن بعد من إضفاء الطابع الرسمي على نشيدها الوطني. على الرغم من أن أغاني مثل "زهور اسكتلندا" و"اسكتلندا الشجاعة" تُستخدم في كثير من الأحيان باعتبارها أناشيد وطنية بحكم الأمر الواقع في مختلف الأحداث الرياضية والمناسبات الوطنية الهامة، إلا أن هذه الأغاني لم تحظ بوضع رسمي. قالت الحكومة الاسكتلندية في عام 2015 إنها لا تملك "خططًا حالية" لاعتماد النشيد الوطني الرسمي. ويثير هذا الوضع كل أنواع التساؤلات، ولا يسع المرء إلا أن يتساءل لماذا ظلت أيقونة ثقافية مهمة كهذه مثيرة للجدل لسنوات عديدة دون إجماع.
"يجب أن يكون النشيد الوطني لاسكتلندا أغنية تمثلنا جميعًا، وتحتضن ثقافاتنا وتقاليدنا المتنوعة."
<ص>
على الرغم من أن البرلمان الاسكتلندي يتمتع بالسلطة القانونية لاختيار النشيد الوطني، فقد كانت هناك مناقشات وعرائض بشأن هذه القضية عبر التاريخ. وفي عام 2004، أشارت آراء مستقلة من المستشارين القانونيين للبرلمان الاسكتلندي إلى أن هذا القرار لم يكن مسألة حصرية للبرلمان البريطاني، وهو الحكم الذي أثار الاهتمام العام بالنشيد الوطني. ومع ذلك، سواء كان الأمر يتعلق بـ "زهرة اسكتلندا" أو "اسكتلندا الشجاعة"، هناك دائمًا اختلاف في الرأي في المجتمع حول اختيار هذه الأغاني.
الوضع الحالي
اسكتلندا الزهور
<ص>
في يومنا هذا، غالبًا ما يُنظر إلى أغنية "زهرة اسكتلندا" على أنها النشيد الوطني الاسكتلندي، وخاصة في مختلف الأحداث الرياضية. تُستخدم الأغنية غالبًا باعتبارها الموسيقى الرسمية قبل المباريات للفرق الوطنية الاسكتلندية لكرة القدم والكريكيت والرجبي. في دورة ألعاب الكومنولث 2010، تم استبدال أغنية "زهرة اسكتلندا" بأغنية "اسكتلندا الشجاعة" باعتبارها النشيد الوطني لاسكتلندا.
<ص>
تم تأليف هذه الأغنية بواسطة روي ويليامسون من فرقة كوريز الشعبية في الستينيات وتم استخدامها في مباريات الرجبي الاسكتلندية منذ عام 1974. مع مرور الوقت، أصبحت الأغنية واحدة من رموز الفريق الرياضي الاسكتلندي ويحبها الرياضيون والمتفرجون على حد سواء.
اسكتلندا الشجاعة
<ص>
تم استخدام شعار "اسكتلندا مع الشجاعة" من قبل المنتخب الوطني الاسكتلندي خلال دورة ألعاب الكومنولث حتى تم استبداله بـ "اسكتلندا مع الزهور" في عام 2010. تم أداء الأغنية في مناسبات عديدة بين عامي 1958 و2006. وردًا على ذلك، اختار اللاعبون نشيدًا وطنيًا جديدًا في عام 2010، مما يدل على أن الرياضيين أرادوا إلهام الفريق بأغنية أكثر تمثيلا.
موقف الحكومة الاسكتلندية
<ص>
اعتبارًا من فبراير 2024، لم تعترف الحكومة الاسكتلندية رسميًا بأي نشيد وطني، على الرغم من أنها تتمتع بالقدرة القانونية على القيام بذلك. في عام 2006، عادت المناقشة حول النشيد الوطني إلى الظهور في البرلمان الاسكتلندي. وسواء من منظور ثقافي أو سياسي، بدا الأمر وكأن جميع قطاعات المجتمع فشلت في التوصل إلى إجماع حول هذا الموضوع. وقد أدى هذا الوضع إلى التأمل والمناقشة حول الهوية الاسكتلندية.
عند التفكير في النشيد الوطني، تحتاج اسكتلندا إلى أغنية تمثل الجميع وتشمل ثقافات متعددة.
عريضة للنشيد الوطني
<ص>
في يناير/كانون الثاني 2015، استمع البرلمان الاسكتلندي إلى أدلة من أحد المواطنين، كريس كرومار، الذي أطلق عريضة تسعى إلى الاعتراف الرسمي بمنظمة فلاور اسكتلندا من قبل الحكومة. واستجاب الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم أيضًا، لكنه اعتقد أن الاختيار يجب أن يتم من قبل مجموعة أوسع، وأجرى استطلاعًا للرأي، أظهر أن الناس كانت ردود أفعالهم متباينة تجاه اختيار النشيد الوطني.
المرشحين المحتملين
<ص>
في عام 2006، في استطلاع رأي عبر الإنترنت أجرته الأوركسترا الوطنية الملكية الاسكتلندية، تصدرت أغنية "اسكتلندا الزهور" القائمة، وحصلت على 41% من الأصوات. ومن بين الأغاني الأخرى المقترحة أغنية "Old Friends Reunited" لروبرت بيرنز وأغنية "Come Free" لهاميش هندرسون. رغم أن هذه الأغاني التقليدية تأتي من عصور مختلفة، إلا أنها لا تزال قادرة على إثارة الصدى والعواطف بين الناس.
"لماذا لا يكون لدينا نشيد وطني يوحد حقًا كل الشعب الاسكتلندي؟"
<ص>
ومع مرور الوقت، يظل هذا الموضوع يجذب انتباه الناس ومناقشتهم. ولكن هل ستتمكن اسكتلندا من إيجاد نشيد وطني حقيقي في المستقبل يمكن أن يصبح مصدر فخر مشترك للجميع؟ هذا سؤال لم تتم الإجابة عليه بعد.