يعتبر اضطراب القلق الاجتماعي مشكلة صحية عقلية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص في حياتهم اليومية. وعلى هذه الخلفية، تم تصميم مقياس ليبوفيتز للقلق الاجتماعي (LSAS) في عام 1987 من قبل الطبيب النفسي مايكل ليبوفيتز لتقييم خوف المرضى من التفاعلات الاجتماعية ومواقف الأداء. لا يوفر هذا الاستبيان القصير أداة لتشخيص اضطراب القلق الاجتماعي فحسب، بل يصبح أيضًا مرجعًا أساسيًا للبحث والعلاج السريري.
تم تصميم مقياس قلق التفاعل الاجتماعي (LSAS) لمساعدة المهنيين على التمييز بين قلق التفاعل الاجتماعي وقلق الأداء، وبالتالي توفير تشخيص أكثر دقة.
يحتوي مقياس LSAS على 24 عنصرًا مقسمة إلى مقياسين فرعيين: 13 عنصرًا مرتبطًا بقلق الأداء و11 عنصرًا مرتبطًا بالمواقف الاجتماعية. تم تقييم كل عنصر على مقياس ليكرت من 0 إلى 3، ثم تم تقييمه مرة أخرى لموقف التجنب. يمكن أن يصل إجمالي النتيجة الناتجة إلى 144 نقطة ويتم استخدامها لتحديد احتمالية الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي.
إن النتيجة الأعلى من 30 تشير إلى أن الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي غير محتملة، في حين أن النتيجة 60 تشير إلى أن الإصابة به محتملة للغاية.
أثبتت الدراسات أن مقياس LSAS يتمتع بموثوقية وصلاحية كبيرة في قياس القلق. على سبيل المثال، وجد هايمبيرج وآخرون أن الدرجات في مقياس LSAS كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالدرجات في مقاييس أخرى متعددة، مما يشير إلى إمكاناته كأداة قياس للقلق الاجتماعي.
كان الاتساق الداخلي لمقياس LSAS مرتفعًا، حيث بلغت الارتباطات بين درجات الخوف الكلية والخوف من التفاعل الاجتماعي 0.94 و0.92 على التوالي.
يتوفر LSAS أيضًا في إصدارات للأطفال والمراهقين. يتوفر LSAS-CA أيضًا في إصدار يتم إدارته بواسطة الطبيب وإصدار تقرير ذاتي، مما يوفر المرونة للمرضى الأصغر سنًا، وقد أظهرت الدراسات أن هذه الإصدارات تثبت موثوقيتها وصلاحيتها العالية في مختلف السكان.
خاتمةفي دراسة أجريت على السكان الإسبان، أظهرت نتائج LSAS-CA درجة عالية من الصحة والموثوقية.
من خلال LSAS، يتمكن المتخصصون في الصحة العقلية من اكتساب فهم أعمق لمصادر قلق مرضاهم وتقديم العلاج بشكل أكثر فعالية. إن مساهمة هذا المقياس تكمن في مساعدة الناس على اكتشاف المخاوف والقلق التي قد تكون مخفية في أعماقهم، حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات الاجتماعية في حياتهم اليومية بثقة أكبر. لكن يبقى السؤال: كيف يمكننا مساعدة من يواجهون القلق الاجتماعي في حياتهم اليومية للتغلب على حواجزهم الداخلية والحصول على الدعم والتوجيه الذي يستحقونه؟