"كانت الطريقة التي تم بها بناء الأهرامات بمثابة تحدي تقني وإثبات للبنية الاجتماعية."
تأتي السجلات المبكرة لبناء الهرم في المقام الأول من المؤرخين اليونانيين هيرودوت وديودوروس الصقلي. ذكر هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد أن المصريين استخدموا الكتل الخشبية كرافعات لرفع الحجارة، بينما وصف ديودوروس نقل الحجارة وطرق البناء الممكنة. ومن بينهم ذكر ديودورس:
تم جلب الحجارة من الجزيرة العربية وتم استخدام منحدر التربة أثناء البناء.
إن الآراء الواردة في هذه الوثائق تدفع علماء اليوم إلى الاعتقاد بأن بناء الأهرامات كان أكثر تعقيدًا بكثير مما كان يتصور في السابق، ولكن السجلات التاريخية تختلف بشأن تكوين القوى العاملة من العمال المصريين.
اكتشف علماء الآثار أن الأهرامات بُنيت بطرق مختلفة خلال فترات زمنية مختلفة. كانت الأهرامات المبكرة مصنوعة بشكل أساسي من الحجر، وكانت العديد من العمليات المهمة تتضمن أخذ المواد من المحاجر ونقلها وتسوية الأساسات. وقد طرح العلماء نظريات عديدة حول كيفية نقل ووضع هذه الأحجار الضخمة. وتشير بعض الدراسات إلى أن العمال استخدموا زلاجات ورافعات مشحمة لتخفيف عبء العملية.
"تعتمد العديد من الافتراضات حول كيفية بناء الأهرامات على أدلة تاريخية وأثرية محدودة."
على سبيل المثال، فيما يتعلق بتكنولوجيا نقل الأحجار الكبيرة، يعتقد المؤرخون المعاصرون أنه أثناء النقل من موقع البناء إلى المحجر، ربما استخدم العمال الماء لتزييت الزلاجات، وهو ما من شأنه أن يقلل الاحتكاك ويحسن كفاءة المناولة. .
لفترة طويلة، تركز النقاش حول القوة العاملة في بناء الهرم على مسألة ما إذا كان قد تم استخدام العبيد أم لا. أشارت العديد من الآراء المبكرة إلى أن بناء الأهرامات اعتمد على قوة عاملة ضخمة من العبيد. وقد قدمت الاكتشافات الأثرية الحديثة، وخاصة مقبرة العمال التي اكتشفت عام 1990، أدلة على أن بناء الأهرامات تم بالفعل من قبل العديد من العمال المأجورين.
"تشير الدراسة إلى أن هؤلاء العمال كانوا على الأرجح عمالاً محترفين ومهرة وكانوا يحظون باحترام المجتمع في ذلك الوقت."
وفقًا للمصادر المعاصرة، كان يتم تعويض هؤلاء العمال عادةً بالأجور أو بالضرائب، مما يدل على خبرتهم الفنية ومكانتهم الاجتماعية.
تشتمل المواد المستخدمة في بناء الأهرامات بشكل أساسي على الحجر الجيري المحلي وحجر التغليف الخارجي عالي الجودة. في أوقات مختلفة، ومع تطور التكنولوجيا، تغيرت مواد البناء أيضًا. على سبيل المثال، خلال عصر الدولة الوسطى، كانت بعض الأهرامات تحتوي على أنوية مبنية من الطوب اللبن ومكسوة بالحجر الجيري المصقول، مما يدل على تطور تقنيات البناء الخاصة بها.
مع تقدم التقنيات الأثرية، قد تكشف الأبحاث المستقبلية المزيد من الأسرار حول بناء الأهرامات، بما في ذلك كيفية استخدام الموارد والتكنولوجيا بكفاءة أكبر. لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول بناة الأهرامات المصرية القديمة، مثل:
"كيف تغلب المصريون القدماء على التحديات التقنية التي يفرضها مثل هذا المشروع الضخم؟"
ومع ذلك، فإن استكشاف هذا اللغز القديم لا يندرج ضمن نطاق علم الآثار فحسب، بل يتعلق أيضًا بالفهم والتأمل الذي ينبغي أن يتمتع به البشر عندما يواجهون تاريخ الفن والعمل الرائع. هل سنرى المزيد من الدراسات التي تؤكد القصص وراء هذه التقنيات القديمة؟