عندما ننظر إلى المحيط الواسع بدهشة، هل فكرنا يومًا أنه تحت هذا السطح الأزرق توجد طبقة مائية غير مرئية على ما يبدو ولكنها حيوية؟ ما هي الأسرار العلمية التي تخفيها طبقات المياه هذه؟
تنشأ طبقات المياه في المحيط نتيجة لاختلاف كثافة المياه. على سبيل المثال، تطفو المياه الدافئة عمومًا فوق المياه الباردة لأن المياه الدافئة أقل كثافة لنفس الحجم. وهذا يعني أنه عندما يتم تسخين سطح المحيط بواسطة الشمس، فإن الماء في الطبقة العليا يصبح أخف وزنا، في حين أن المياه الباردة أدناه تبقى في العمق.
إن التقسيم الطبقي للمحيط ليس ظاهرة فيزيائية فحسب؛ بل يؤثر أيضاً على تبادل الحرارة والكربون والأكسجين والمواد المغذية الأخرى.
يمكن تقسيم التسلسل الهرمي في المحيط إلى عدة مستويات رئيسية. الأولى هي الطبقة السطحية المختلطة، وهي الطبقة العليا من المحيط التي تمتزج بكفاءة عن طريق الرياح والحمل الحراري. مع زيادة العمق، تتغير كثافة الماء بسرعة، وتسمى منطقة الانتقال هذه بالبيكنوكلين.
بين عامي 1960 و2018، زادت الطبقة العليا للمحيط بنسبة تتراوح بين 0.7% و1.2% لكل عقد، بسبب تغير المناخ.
مع ارتفاع درجة حرارة العالم، تتزايد الطبقات العليا للمحيط. وبحسب ملاحظات الخبراء، فإن طبقات المحيط في نصف الكرة الجنوبي تتزايد بأسرع معدل منذ عام 1960. ويرجع ذلك أساساً إلى أن ارتفاع درجة حرارة البحر أدى إلى زيادة اتساع الفارق في كثافة مياه البحر، مما أدى إلى تقليل الاختلاط بين طبقات المياه المختلفة.
إن كثافة الماء لا تعتمد فقط على درجة الحرارة، بل تعتمد أيضًا على الملوحة وضغط الماء. تصبح مياه المحيط الدافئة أقل كثافة مع ارتفاع درجة حرارتها، في حين تعمل تركيزات الملح الأعلى على زيادة كثافة الماء.
يمكن أن تؤدي الطبقات إلى تغييرات في النظام البيئي وقد يكون لها تأثير على البيئة المعيشية للحياة البحرية.
في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، هل يمكننا إيجاد طرق للحد من طبقات المحيطات وتعزيز تبادل العناصر الغذائية بين طبقات المياه المتعددة، وبالتالي حماية النظم البيئية البحرية؟ وسوف يختبر هذا حكمة العلماء وصناع السياسات.
كيف سيؤثر الهيكل الهرمي للمحيط على المناخ والنظم البيئية في المستقبل؟