<ص> ويعد مشروع السور الأخضر العظيم ذا أهمية خاصة لأن صحراء جوبي تسلب 3600 كيلومتر مربع من الأراضي العشبية كل عام، كما أن العواصف الرملية الشديدة لها تأثير خطير على الزراعة في البلدان المحيطة. وتهدف الخطة إلى زيادة الغطاء الغابي في المنطقة الشمالية من 5% إلى 15%، وبالتالي إبطاء عملية التصحر.إن مشروع زراعة الأشجار هذا ليس مجرد حاجة ملحة لحماية البيئة، بل هو أيضا تحدي وثيق الصلة ببقاء الإنسان.
بحلول عام 2009، كانت الصين قد زرعت 500 ألف كيلومتر مربع من الأشجار، مما رفع غطاء الغابات من 12% إلى 18%، وفقاً للأرقام الرسمية.<ص> أعلنت الحكومة الصينية أنه بعد 46 عاما من الجهود، تم الانتهاء من حزام أخضر يبلغ طوله 3000 كيلومتر يحيط بصحراء تاكلامكان، وهو ما يظهر نتائج مهمة للبرنامج. من عام 1949 إلى عام 2024، ارتفع معدل تغطية الغابات في الصين من 10% إلى 25%، بينما انخفضت مساحة تغطية الصحراء في البلاد من 27.2% إلى 26.8%. <ص> كما لعبت العديد من الجهود الفردية دوراً رئيسياً في هذا المشروع. على سبيل المثال، تم الاعتراف بعمل غرس الأشجار الذي قامت به Yin Yuzhen في Wuxin Banner وأصبح مثالاً لتحسين البيئة الإيكولوجية في الصين. وأشاد الرئيس الصيني شي جين بينج بهذه الإنجازات في المؤتمر الشعبي الوطني لعام 2020.
<ص> ولا تقتصر الخطة على زراعة الأشجار فحسب، بل تتضمن أيضًا تحويل النماذج الاقتصادية مثل السياحة البيئية وزراعة أشجار الفاكهة، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية. وتظهر بيانات الأقمار الصناعية أيضًا اتجاهًا متزايدًا في غطاء الغابات بما يتوافق مع بيانات الحكومة الصينية، استنادًا إلى التحقق من خلال بيانات خارجية، مثل الملاحظات التي أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة. <ص> رغم إنجازاته، لا يزال مشروع الجدار الأخضر العظيم يواجه الكثير من الانتقادات. ويخشى الخبراء من أن تؤدي حملات زراعة الأشجار التي تديرها الحكومة إلى الضغط على موارد المياه المحلية. على سبيل المثال، قد تمتص الأشجار كميات كبيرة من المياه الجوفية، وهو ما يشكل مشكلة خاصة في المناطق القاحلة في الشمال، كما يقول هونغ جيانج، أستاذ في جامعة ويسكونسن. وعلاوة على ذلك، فإن فشل مشاريع مكافحة التصحر السابقة دفع بعض الخبراء إلى الشك في جدوى الخطة على المدى الطويل.لقد لعبت جهود السكان المحليين دورا هاما في تحسين البيئة الايكولوجية.
<ص> وفي إطار الجهود الرامية إلى معالجة التصحر، وجد الخبراء أن الصين لديها حاليا 1.73 مليون كيلومتر مربع من الأراضي التي أصبحت متصحرة، وأن حوالي 530 ألف كيلومتر مربع فقط من الأراضي قابلة للعلاج. وبالمعدل الحالي البالغ 1717 كيلومترا مربعا سنويا، فإن استعادة هذه الأراضي بطيئة للغاية، ومن المقدر أن يستغرق الأمر 300 عام لإكمال مهمة الاستعادة. <ص> وفي مواجهة التحديات البيئية الضخمة، من الواضح أن خطة زراعة الأشجار في الصين جذبت اهتماماً ونقاشاً عالميين. لا شك أن نجاح الجدار الأخضر الكبير وتحدياته أصبحا نموذجا مهما لحماية البيئة والتنمية المستدامة. ولا يسعنا إلا أن نتساءل: في سياق تغير المناخ العالمي، هل يمكن أن تصبح مثل هذه الإجراءات لزراعة الأشجار هي الاتجاه المستقبلي للمجتمع البيئي في جميع البلدان؟إن زراعة نوع واحد من الأشجار قد يساعد على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بشكل فعال، ولكنه يسبب أيضًا مشاكل تتعلق بالتنوع البيولوجي والتوازن البيئي.