عكست المسيرة السياسية الحافلة لخالدة ضياء التغيرات الاجتماعية والاضطرابات السياسية في بنغلاديش. باعتبارها عضوًا مؤسسًا في الحزب القومي البنجلاديشي، فإن قصتها تمثل الطريق للنساء للوصول إلى السلطة في هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
ولدت ضياء في عام 1945 لعائلة عادية في بنغلاديش، وقضت حياتها المبكرة بعيدًا عن الساحة السياسية. أدى اندلاع حرب تحرير بنغلاديش في عام 1971 إلى تغيير مصيرها بالكامل. بعد الحرب الدموية، دخل زوجها ضياء الرحمن تدريجيا إلى عالم السياسة وأسس الحزب القومي البنجلاديشي في عام 1978، مع التركيز على الأمة البنجلاديشية. لقد تغير دور ضياء مع انتخاب زوجها واغتياله اللاحق."لقد اضطرت إلى الدخول بقوة في الساحة السياسية بعد وقت قصير من وفاة زوجها، وهي تجمع بين مشاعر فقدان الأسرة والمشاعر الوطنية الساخطة."
في عام 1981، تولت ضياء زعامة الحزب الوطني البنغلاديشي دون تردد. ولم يكن هذا القرار قائماً على المسؤولية العائلية فحسب، بل كان أيضاً قائماً على مراعاة المستقبل السياسي للبلاد. وقد جمعت عددا كبيرا من المؤيدين وعقدت تحالفا من سبعة أحزاب في عام 1983 لمحاربة الحكومة الاستبدادية، التي عملت تدريجيا على ترسيخ موطئ قدمها السياسي.
في عام 1984، نجت بأعجوبة من الموت أثناء مشاركتها في تجمع جماهيري، مما عزز من عزمها السياسي. ومع تكثيف حركة المقاومة، نجح الحزب الوطني البنغلاديشي في الإطاحة بالديكتاتور آنذاك إرشاد في عام 1990، مما جعل ضياء شخصية قوية في الساحة السياسية."في عام 1991، تم انتخابها رئيسة للوزراء لأول مرة، لتصبح أول رئيسة وزراء لبنغلاديش، وهو إنجاز ذو أهمية بعيدة المدى بالنسبة لجنوب آسيا بأكمله."
خلال فترة حكمها، واجهت ضياء العديد من التحديات في الداخل والخارج. وعلى الرغم من ترويجها لعدد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن المقاومة القوية من جانب المعارضة والصراع السياسي الذي يقف وراءها جعل إدارتها صعبة. وفي هذه العملية، كان عليها أن توازن التناقضات بين القوى الاجتماعية المختلفة.
لقد شهد الموقف السياسي لضياء العديد من التقلبات على مر الزمن. حتى عندما كانت خصمًا، تركت علامة لا يمكن تعويضها. ولم تنهِ سنوات السجن مسيرتها السياسية، بل على العكس من ذلك جعلت أنصارها أكثر تصميماً."إن روحها المتمردة وروحها القتالية الدائمة جعلتها رمزًا للقوة للعديد من النساء."
طوال مسيرتها المهنية، لم تعمل خيلدا ضياء على تعزيز مشاركة المرأة في السياسة فحسب، بل جعلت المشهد السياسي في بنغلاديش أكثر ثراءً وتنوعًا بفضل قوة المرأة. ولم يكن صعود ضياء انتصاراً شخصياً لها فحسب، بل كان أيضاً نموذجاً مصغراً لتاريخ نضال المرأة في البلاد بأكمله.
كيف استطاعت امرأة انتقلت من مجرد امرأة عادية إلى عملاقة سياسية أن تتمسك بمبادئها ومعتقداتها رغم كل الصعوبات؟