عندما نتحدث عن ارتفاع ضغط الدم، ربما يكون العاملان اللذان يتبادران إلى أذهاننا في أغلب الأحيان هما الإفراط في تناول الطعام وقلة ممارسة التمارين الرياضية. ومع ذلك، فإن الحالة الأقل شهرة والتي قد تكون السبب الجذري لارتفاع ضغط الدم هي الألدوستيرونية الأولية (PA)، وخاصة أحد أشكالها، متلازمة كون. هذا المرض الغددي النادر غالبا ما يتم تجاهله، على الرغم من أنه يؤثر على صحة العديد من المرضى.
عادةً ما يحدث متلازمة كون بسبب ورم غدي ينتج كميات زائدة من هرمون الألدوستيرون ويمكن أن يشكل مخاطر صحية خطيرة.
متلازمة كون تنتج عن ورم غدي غير خبيث بشكل عام، وهو يؤدي بشكل رئيسي إلى زيادة إفراز هرمون الألدوستيرون، مما يؤدي إلى زيادة إعادة امتصاص الصوديوم وتسريع إخراج البوتاسيوم في جسم المريض. يؤدي هذا الخلل الهرموني غالبًا إلى ارتفاع ضغط الدم ويمكن أن يؤدي إلى إصابة المرضى بأعراض مثل التعب وانخفاض البوتاسيوم وضعف العضلات. قد لا تظهر أعراض على العديد من المرضى في المراحل المبكرة حتى يتطور المرض.
ويعاني العديد من المرضى أيضًا من مجموعة من الأعراض، مثل التعب ونقص البوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية والارتباك والصداع.
مع تقدم المرض، قد يبدأ المرضى في الشعور بتقلصات عضلية، وألم في الظهر والكلى، وحتى كثرة التبول أثناء الليل. إذا لم يتم علاج هذه الحالة عالية الخطورة بسرعة، فإنها قد تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية أو احتشاء عضلة القلب.
يعتمد تشخيص مرض الألدوستيرونية الأولية على الفحص المبكر. من المهم قياس نسبة الألدوستيرون إلى الرينين عند المرضى الذين لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدم، وخاصة أولئك الذين لا يمكن السيطرة على ضغط الدم لديهم باستخدام أكثر من ثلاثة أدوية خافضة للضغط. قد تشير الزيادة في هذه النسبة إلى وجود مرض الألدوستيرونية الأولية.
حاليا، توصي جمعية الغدد الصماء بإجراء فحص ارتفاع ضغط الدم لضمان الكشف المبكر والعلاج.
حتى مع العلاج المناسب، فإن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير الخاضع للمراقبة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والفشل الكلوي.
وفقا لأحدث الأبحاث، فإن انتشار مرض الألدوستيرونية الأولية قد يصل إلى ما يصل إلى 12.7% إلى 29.8%. ومع ذلك، تظل العديد من الحالات دون تشخيص بسبب انخفاض عدد الأشخاص الذين يتبعون إرشادات الفحص. وقد جذب هذا انتباه الخبراء وأدى إلى إنشاء مؤسسة الألدوستيرونية الأولية التي تركز على المريض، والتي تهدف إلى زيادة الوعي العام، وتشجيع البحث، ودعم المرضى والمتخصصين الطبيين.
خاتمة قد لا يكون متلازمة كون السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع ضغط الدم، ولكن بالنسبة لبعض المرضى، فهو يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا يؤثر على نوعية حياتهم. ومع تعمق فهم المجتمع الطبي لهذا المرض، نأمل أن تحظى الأسباب الأكثر إهمالاً لارتفاع ضغط الدم بالاهتمام والاعتراف في المستقبل. قد يكون من الأفضل أن تسأل نفسك، هل تفهم هذا المرض الذي قد يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بصحتك؟