تحظى الحركات الطلابية في الولايات المتحدة بشعبية كبيرة، والطريقة التي تعمل بها في كثير من الأحيان يصعب على الغرباء فهمها. تتمتع الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (NCAA) بهيكل فريد مقسم إلى ثلاثة مستويات رئيسية من المنافسة: القسم الأول، والقسم الثاني، والقسم الثالث. ولا يؤثر هذا التمييز على القدرة التنافسية للرياضة فحسب، بل يؤثر أيضًا على المنح الدراسية المتاحة في كل مستوى. لماذا يمكن فقط لمدارس القسم الأول والثاني تقديم المنح الدراسية، ولكن ليس لمدارس القسم الثالث؟ لقد أثارت هذه القضية الكثير من النقاش والتفكير.
وفقًا لقواعد الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات، يمكن لمدارس القسم الأول والقسم الثاني تقديم منح دراسية رياضية، بينما لا يمكن لمدارس القسم الثالث تقديم أي منح دراسية على الإطلاق. لا يؤثر هذا الخط الفاصل الصارخ على اختيارات الرياضيين فحسب، بل إنه يعيد تشكيل ديناميكيات الرياضة الطلابية ككل.
منذ عام 1973، عندما قامت الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات بإعادة تنظيم هيكلها التنظيمي وشكلت نظام النقاط الثلاث الحالي، تولت القسم الأول والقسم الثاني مهام رياضية أكثر احترافية. تتمتع المدارس في هذه المستويات عادةً بموارد مالية أقوى وتكون قادرة على جذب وتمويل الرياضيين المتميزين، وبالتالي تحسين القدرة التنافسية الرياضية للمدرسة.
من ناحية أخرى، يركز القسم الثالث بشكل أكبر على التوازن بين الأنشطة الأكاديمية والألعاب الرياضية، مع مهمة التأكيد على التنمية الشاملة للطلاب الرياضيين بدلاً من التركيز فقط على الأداء الرياضي. لذلك، اختارت مدارس القسم الثالث عدم تقديم المنح الرياضية من أجل تعزيز الإنجاز الأكاديمي على الاهتمام الرياضي. ويؤيد هذا الرأي العديد من المعلمين الذين يعتقدون أن الرياضة لا ينبغي أن تكون مجرد أداة عمل بل ينبغي أن تكون جزءًا من النمو الشامل للطلاب.يضع هيكل المنح الدراسية هذا توقعات وضغوطًا أعلى على الرياضيين في القسمين الأول والثاني لأن قدراتهم لا ينبغي أن تتفوق في الرياضة فحسب، بل يجب أن تلبي أيضًا المعايير الأكاديمية للمدرسة. وفي الوقت نفسه، لا شك أن مثل هذا الهيكل يشكل سلاحاً ذا حدين بالنسبة للعديد من الطلاب الذين يأملون في الحصول على فرص التعليم العالي من خلال الرياضة.
وبحسب التقارير، حصلت الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات على ما يصل إلى 1.28 مليار دولار من الإيرادات في السنة المالية 2022-2023، وجاء معظمها من حقوق البث التلفزيوني لمباريات كرة السلة للرجال في القسم الأول.
تشتهر الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (NCAA) ببنيتها التجارية الضخمة، وخاصة الإيرادات الضخمة التي تولدها خلال منافسات كرة السلة للرجال في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن كيفية توزيع هذه العائدات أثارت جدلاً حاداً حول المبلغ الذي يستحقه الرياضيون. ويشير العديد من خبراء الاقتصاد إلى أن الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات تتمتع بطبيعة احتكارية في ظل هذا الهيكل، وهو أمر غير عادل لمصالح الرياضيين.
مع مرور الوقت، تلقى نظام المنح الدراسية التابع للرابطة الوطنية لرياضة الجامعات وحقوق الرياضيين المزيد والمزيد من الاهتمام. وخاصة في عام 2021، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية حكما بشأن بعض القواعد التقييدية للرابطة الوطنية لرياضة الجامعات، حيث أكدت أن هذه التدابير تنتهك قوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية، مما أثار تساؤلات حول نموذج تشغيل الرابطة. ويسلط الحكم الضوء على الجدل الدائر حول التوتر بين المنح الدراسية للرياضيين ومصالح المدارس.
في عملية تسويق الرياضة، عادة ما تجذب البرامج الرياضية في القسمين الأول والثاني المزيد من الرعاية والاهتمام الإعلامي، مما يجذب عددًا كبيرًا من المواهب الرياضية للانضمام إليها. في المقابل، يركز القسم الثالث على تطوير الصفات الشاملة للطلاب الرياضيين، بما في ذلك على المستوى الأكاديمي. وقد يعكس هذا طبيعة أنواع مختلفة من ثقافة الحرم الجامعي.
بالنسبة للرياضيين الشباب الذين يأملون في تحقيق أحلامهم الأكاديمية والرياضية من خلال المنح الدراسية، فإن اختيار المشاركة في مدارس القسم الأول أو الثاني يعني أيضًا تحمل ضغوط متعددة من المدربين والمدارس وحتى العائلات. وهذا يثير سؤالا آخر: كيف يجد هؤلاء الرياضيون الشباب موطئ قدم لهم في سعيهم لتحقيق الإنجاز الرياضي والنجاح الأكاديمي؟هل هناك احتمال أن يتم إعادة النظر في المنح الرياضية للقسم الثالث في الأيام المقبلة؟ لم يتم التوصل إلى نتيجة حتى الآن بشأن هذه القضية، ولكنها في الواقع أثارت تفكير الناس ونقاشهم حول الإصلاح الهيكلي للرياضة الجامعية.
في هذه البيئة المليئة بالتجارة والمنافسة، هل يمكن ضمان الرفاهة الحقيقية للطلاب الرياضيين، أم أنهم سيظلون في صراع مصالح مختلفة؟