<ص> باستثناء الأنهار الجليدية الخارجية للصفائح الجليدية، فإن 99% من الجليد الجليدي على الأرض مخزن في الصفائح الجليدية القطبية الضخمة. توجد هذه الأنهار الجليدية في سلاسل جبلية في كل قارة، باستثناء أستراليا نفسها، التي لا يوجد بها أي أنهار جليدية. وعادة ما تسمى الأنهار الجليدية التي تزيد مساحتها عن 50 ألف كيلومتر مربع (19 ألف ميل مربع) بالصفائح الجليدية، ويمكن أن يصل سمكها إلى عدة كيلومترات، مما يحجب التضاريس الأساسية. في حين أن التراجع الطبيعي للأنهار الجليدية أمر طبيعي في نهاية العصور الجليدية، فإن التراجع الحالي يتسارع بسبب انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن أنشطة الإنسان. <ص> منذ الثورة الصناعية، أدت الأنشطة البشرية إلى زيادة تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون في الهواء بشكل كبير، مما تسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري الحالية. ويعتبر التأثير البشري هو المحرك الرئيسي للتغيير في الغلاف الجليدي، حيث تعد الأنهار الجليدية أحد مكوناته المهمة. يعد التوازن الكتلي للجليد - الفرق بين كمية الثلج المتكثف في منطقة تراكمه وكمية الجليد المفقود في منطقة ذوبانه - مقياسًا رئيسيًا لتقييم صحته.من عام 1993 إلى عام 2018، بلغ إجمالي خسارة الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم 5500 جيجا طن، بمعدل 210 جيجا طن سنويًا.
<ص> شهدت سلاسل الجبال الواقعة في خطوط العرض المتوسطة مثل جبال الهيمالايا وجبال روكي وجبال الأنديز معدلًا مرتفعًا من فقدان الأنهار الجليدية. ومع ذوبان الأنهار الجليدية، أصبح التأثير على مصادر المياه المحلية واضحا بشكل متزايد، وخاصة بالنسبة لسكان جبال الأنديز والهيمالايا، الذين سيواجهون نقصا في مياه الشرب والري في المستقبل. <ص> علاوة على ذلك، يساهم تراجع الأنهار الجليدية بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر. ووفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن إمكانية ارتفاع مستوى سطح البحر تعتمد في المقام الأول على ذوبان الصفائح الجليدية في جرينلاند والقطب الجنوبي على نطاق واسع. قد يؤدي ذوبان الجليد في هذه المناطق إلى رفع مستوى سطح البحر في العالم بما يزيد عن 70 متراً.إذا كان التراكم أقل من الذوبان، فإن الجليد سوف يتراجع، وإلا فإنه سوف يتقدم.
<ص> ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن تراجع الأنهار الجليدية كان له أيضًا تأثير كبير على البيئة الإيكولوجية. تعتمد العديد من أنواع الأسماك في المياه العذبة على المياه الباردة من أجل البقاء، كما تتطلب بعض الأنواع، مثل سمك السلمون والسلمون المرقط، بيئات المياه الباردة هذه للتكاثر. ومع انخفاض تدفقات المياه الجليدية، فإن بقاء هذه الأسماك سيواجه تحديات كبيرة. <ص> ومن بين التأثيرات الأخرى التي تم رصدها زيادة خطر حدوث فيضانات ناجمة عن انفجار البحيرات الجليدية. مع تراجع الأنهار الجليدية، تتشكل مورينات نهائية غير مستقرة، وقد تنهار هذه المورينات تحت تأثير الزلازل أو الانهيارات الأرضية أو الانهيارات الجليدية، مما يتسبب في مخاطر حدوث فيضانات محلية. تاريخيا، تسببت هذه الكارثة في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وخاصة في القرى والبلدات الواقعة أسفل البحيرات الجليدية، والتي هي الأكثر عرضة للخطر. <ص> تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأنهار الجليدية في أوروبا تتراجع بمعدل متسارع. على سبيل المثال، فقد نهر جروس أليش الجليدي في سويسرا 2.8 كيلومترًا من طوله بين عامي 1880 و2009، ووفقًا لتقرير صادر عن جامعة زيورخ في عام 2009، فقد أظهرت الأنهار الجليدية في جبال الألب تراجعًا مثيرًا للقلق على مدى العقود القليلة الماضية.إذا ذابت القمم الجليدية القطبية بالكامل، فإن مستوى محيطات العالم سيرتفع بنحو 70 متراً.
من المتوقع أن يختفي اثنان من الأنهار الجليدية في جبال الألب بشكل كامل بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.<ص> وفيما يتعلق بحالة الأنهار الجليدية في المستقبل، يقول خبراء تغير المناخ إن جميع الأنهار الجليدية تقريبًا تعاني حاليًا من توازن سلبي في الكتلة. وإذا لم يتغير المناخ بشكل كبير في العقود القليلة المقبلة، فمن المرجح أن يستمر استهلاك الأنهار الجليدية. ولا تؤثر هذه الظاهرة على موارد المياه المحلية فحسب، بل ستؤثر أيضًا على حياة الإنسان. <ص> في ظل التراجع السريع للأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم، كيف يمكننا الاستجابة بشكل فعال لتحديات تغير المناخ؟