تساعد الخرائط المفاهيمية على إنشاء معرفة جديدة وتستخدم على نطاق واسع في التعليم والأعمال. لا يمكن استخدام هذه المخططات لتنظيم الملاحظات وتلخيص المفاهيم المهمة فحسب، بل يمكنها أيضًا تعزيز التفاهم المشترك داخل فريق أو منظمة. من خلال التمثيل البصري المنظم، يمكن للمستخدمين التعرف بسهولة على بنية وطبيعة المعرفة.خريطة المفاهيم هي رسم تخطيطي يستخدم لتصوير العلاقة بين المفاهيم. وعادة ما يتم تمثيل الأفكار بمربعات أو دوائر ويتم ربطها بأسهم مُسمَّاة. ولا تساعد الخريطة على تنظيم المعرفة فحسب، بل إنها تحفز الإبداع أيضًا.
مقارنة بخرائط المفاهيم، تُستخدم خرائط الموضوعات بشكل أساسي للتوافق الدلالي للبيانات. وكان الغرض الأصلي منها تحسين فهم مديري المعلومات للبيانات، وخاصة في فهرسة الكتب. وفقًا لأبحاث بعض الخبراء، فإن الخرائط الموضوعية تشبه إلى حد كبير طريقة ثابتة لشرح البيانات، في حين أن الخرائط المفاهيمية ديناميكية ويمكن استخدامها للتعبير عن المفاهيم المعقدة نسبيًا وعلاقاتها المتبادلة.
يعود تاريخ الخرائط المفاهيمية إلى سبعينيات القرن العشرين، عندما تم تطويرها على يد جوزيف د. نوفاك، أستاذ التعليم في جامعة كورنيل، وفريقه البحثي. ينبع هذا النهج من حركة التعلم البنائية، التي تؤكد على قدرة المتعلم على بناء المعرفة بشكل نشط. ويرى نوفاك أن المعرفة الحالية لدى المتعلمين هي العامل الرئيسي المؤثر في تعلم المعرفة الجديدة. كما يقول في كتابه، "إن العامل الأكثر أهمية الذي يؤثر على التعلم هو ما يعرفه المتعلم. اكتشف ذلك وقم بالتدريس وفقًا لذلك".تقتصر الخرائط الذهنية التقليدية على هياكل الشجرة، في حين أن الخرائط المفاهيمية أكثر حرية ويمكنها تقديم العديد من الأنوية والتجمعات، وهو أمر مفيد للغاية للمتعلمين في مستويات مختلفة.
في كتابه "تعلم كيفية التعلم"، يذكر نوفاك أن "التعلم الهادف ينطوي على استيعاب المفاهيم والمقترحات الجديدة في الهياكل المعرفية الموجودة".
تكمن قيمة الخرائط المفاهيمية في قدرتها على تعزيز التفكير الإبداعي ولعب دور في عملية العصف الذهني. وعلى الرغم من أن معظمها مخصصة وفريدة من نوعها، فما زال من الممكن استخدامها لنقل الأفكار المعقدة بشكل فعال. في مجال تصميم البرمجيات، غالبًا ما تُستخدم المخططات المفاهيمية الرسمية في مخططات لغة النمذجة الموحدة (UML)، على الرغم من أن مثل هذه التطبيقات عادةً ما تحتاج إلى تنفيذها ضمن اتفاقيات ومنهجيات تطوير مماثلة.
تتمتع الخرائط المفاهيمية بمجموعة واسعة من الاستخدامات العملية. على سبيل المثال، في التعليم، يتم استخدامه لمساعدة المتعلمين في تنظيم العلاقات بين أهداف التعلم والمفاهيم؛ وفي مجال الأعمال، يمكن أن يساعد الفرق في الحفاظ على المعرفة المتخصصة ونقلها، وتعزيز الرؤية المشتركة والمثل العليا بين الفرق.
تُستخدم الخرائط المفاهيمية أيضًا كمنظمات أولية للتعلم، حيث توفر إطارًا مفاهيميًا أوليًا للمعلومات والتعلم اللاحق.
يمكننا أن نرى أنه على الرغم من وجود بعض التداخل بين الخرائط المفاهيمية وخرائط الموضوعات في الوظيفة، إلا أن هناك اختلافات كبيرة في خلفية التطوير وأغراض التطبيق. تُركّز الخرائط المفاهيمية بشكل أكبر على عملية التعلم الفردية، في حين تميل الخرائط الموضوعية بشكل أكبر نحو البناء الدلالي للبيانات. وهذا يجعل من الضروري للمعلمين ومحترفي إدارة المعلومات أن يفهموا ميزات هذه الأدوات والسيناريوهات القابلة للتطبيق.
يشير الخبراء إلى أن استخدام الخرائط المفاهيمية لا يساعد الأفراد على فهم بنية المعرفة الخاصة بهم من خلال جعل المعرفة ملموسة فحسب، بل يعزز أيضًا المناقشات الأكثر عمقًا واتخاذ القرارات في الفرق. فهل فكرت يومًا في كيفية استخدام هذه الأدوات لتحسين قدرتك على التعلم وكفاءة عملك؟