في السنوات الأخيرة، ومع تقدم تكنولوجيا التصوير الطبي، أصبح التصوير الشعاعي للثدي يستخدم على نطاق واسع أكثر فأكثر وأصبح أداة مهمة للكشف المبكر عن سرطان الثدي. يستخدم التصوير الشعاعي للثدي الأشعة السينية منخفضة الطاقة لفحص أنسجة الثدي ويهدف إلى اكتشاف العلامات المبكرة للسرطان، مثل الكتل المميزة والتكلسات الدقيقة وعدم التماثل والتشوه. لا تستطيع هذه التقنية فحص الحالات المشتبه بها فحسب، بل تساعد أيضًا الطاقم الطبي على تقديم تشخيصات وعلاجات أكثر استهدافًا.
انخفض معدل الوفيات بسرطان الثدي في الولايات المتحدة بنسبة تزيد عن 30 في المائة منذ أن أصبح فحص التصوير الشعاعي للثدي شائعًا في منتصف الثمانينيات، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.
يمكن تقسيم التصوير الشعاعي للثدي إلى عدة أنواع. التصوير الشعاعي للثدي الرقمي هو تقنية تستخدم أجهزة استشعار رقمية وأجهزة كمبيوتر لتحليل الصور ومعالجتها بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يسمح التصوير الشعاعي للثدي ثلاثي الأبعاد (التصوير الرقمي ثلاثي الأبعاد للثدي) للأطباء باكتشاف الأورام المحتملة بسهولة أكبر من خلال التقاط الصور من زوايا مختلفة.
أظهرت الدراسات أن الجمع بين تصوير الثدي بالأشعة السينية القياسي ثنائي الأبعاد وتقنية العلاج الجدلي السلوكي يمكن أن يحسن دقة الكشف عن السرطان.
بالنسبة للنساء في الفئة العمرية ما بين 40 إلى 74 عامًا، توصي العديد من المنظمات المهنية بإجراء فحص التصوير الشعاعي للثدي كل عامين. توصي الجمعية الأمريكية للسرطان وكلية أطباء التوليد وأمراض النساء بإجراء فحص سنوي بعد سن الأربعين. تشير الدراسات إلى أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يزيد من فرصة بقاء المرأة على قيد الحياة بشكل كبير. وفي دراسة سابقة، كان حوالي 70% من النساء في الأربعينيات من العمر اللاتي توفين بسبب سرطان الثدي من بين 20% من النساء اللاتي لم يخضعن للفحص.
أظهرت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي تحسنت بشكل ملحوظ من خلال الكشف المبكر عن طريق التصوير الشعاعي للثدي.
بالنسبة للنساء الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي المبكر، توصي المنظمات المهنية بإجراء فحوصات أكثر تكرارا. ويشمل ذلك على وجه التحديد النساء المعروفات بأنهن يحملن طفرة في جين BRCA1 أو BRCA2، أو النساء اللاتي لديهن قريب من الدرجة الأولى يحمل تلك الطفرة الجينية.
على الرغم من فعالية التصوير الشعاعي للثدي في الكشف عن سرطان الثدي، إلا أن العملية تنطوي على مخاطر معينة. على سبيل المثال، عندما تخضع النساء لتصوير الثدي بالأشعة السينية، قد يتعرضن لإشعاعات إكس، ويكون الخطر أعلى نسبيا لدى النساء الأصغر سنا. ومع ذلك، ووفقًا للأبحاث، فإن خطر الإصابة بالسرطان الناجم عن الإشعاع بالنسبة للنساء فوق سن الأربعين ضئيل.
بالنسبة للنساء في سن الأربعين وما فوق، فإن الفوائد المحتملة لتصوير الثدي بالأشعة السينية تفوق بكثير مخاطر الإشعاع، وفقًا لدراسة.
مع تقدم التكنولوجيا الطبية، يستمر التصوير الشعاعي للثدي في التطور باتجاه أكثر أمانًا وفعالية. ستوفر التقنيات المستقبلية مثل تصوير الثدي بالفوتونات وتصوير قنوات الثدي إمكانيات أكبر للكشف عن سرطان الثدي. ولا تعمل هذه التقنيات الجديدة على تقليل جرعات الأشعة السينية فحسب، بل تعمل أيضًا على تحسين وضوح الصورة، مما يساعد الأطباء على اكتشاف السرطان المحتمل في وقت مبكر.
يجب تقييم توقيت وتكرار إجراء التصوير الشعاعي للثدي بعناية في مراحل مختلفة من الحياة. مع تزايد الأبحاث حول سرطان الثدي، يظل فهم أهمية الكشف عنه والفحص الدقيق له بمثابة جهد مستمر. كيف يمكننا الاستفادة بشكل أفضل من تقنيات التصوير لحماية صحتنا؟