بدأ نورييغا العمل مع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في عام 1967 بصفته عميلاً مدفوع الأجر. في ذلك الوقت، كان النفوذ الأميركي في أميركا الوسطى قوياً، وكان موقف نورييغا ضد القوة السوفييتية سبباً في اكتسابه ثقة الولايات المتحدة ودعمها. ارتفع راتبه السنوي تدريجيا على مر العقود، ليصل في النهاية إلى 200 ألف دولار سنويا.
ومع ذلك، ومع مرور الوقت، ظهرت أنشطته في تهريب المخدرات وغسيل الأموال تدريجيا، مما تسبب في حدوث تصدعات في العلاقة بين الولايات المتحدة وبينه.
في العشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 1989، أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عملية عسكرية أطلق عليها اسم عملية القضية العادلة، وذلك للإطاحة بنظام نورييغا. قال بوش عن العملية: "إنقاذ أرواح المواطنين الأميركيين هو الهدف الأساسي لعمليتنا. لقد هدد الصراع في بنما سلامة 35 ألف أميركي في البلاد".
شارك في العملية نحو 27684 جنديا أميركيا، والتي شملت هجوما جويا واسع النطاق. هُزمت قوات الدفاع البنمية بسرعة، وانهارت دفاعات نورييغا عن العاصمة. وأخيرًا استسلم نورييغا في الثالث من يناير/كانون الثاني 1990، ثم أعيد بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لمحاكمته.
ولكن العملية العسكرية جاءت بتكلفة عالية، إذ أظهرت التقارير الرسمية مقتل 516 بنمياً في الصراع.
إن هذا التحول هو بمثابة جرس إنذار، لأن الحلفاء السابقين يصبحون في نهاية المطاف أعداء في الخارج، وقد يكون هذا درساً ينبغي لقادة أي بلد أن يتأملوه.
إن قصة نورييغا عبارة عن شبكة متشابكة من السلطة والفساد والسياسة الخارجية. وتذكرنا هذه الحادثة، أين الحدود بين السياسة والأخلاق؟