في علم النفس، يشير نوع الشخصية عادةً إلى التصنيف النفسي للأفراد. على النقيض من سمات الشخصية، فإن وجود أنواع شخصية مقارنة أمر مثير للجدل إلى حد كبير. تقول بعض النظريات أن الأنواع تنطوي على اختلافات نوعية، في حين أن السمات هي اختلافات كمية. على سبيل المثال، وفقًا لنظرية النوع، يُنظر إلى الانطوائيين والمنفتحين على أنهم فئتان مختلفتان تمامًا، بينما وفقًا لنظرية السمات، يُنظر إلى الانطواء والانبساط على أنهما بُعد مستمر مع وقوع العديد من الأشخاص في مكان ما في المنتصف.
توصل علماء النفس إلى أن تصنيف الشخصية بشكل فعال يمكن أن يزيد من فهم السلوكيات البشرية بدلاً من تقليلها، مما يتجنب الحواجز المعرفية الناجمة عن الصور النمطية. وهذا أمر مهم بشكل متزايد في البحوث النفسية والممارسة السريرية، التي تهدف إلى إيجاد أساليب أكثر ملاءمة لفهم سمات وأنواع الشخصية الطبيعية.يمكن أن يساعد التصنيف الفعال للشخصية على الكشف عن فهمنا للأفراد وتعميقه، وتحسين قدرتنا على التنبؤ بالمعلومات ذات الصلة سريريًا، وتطوير استراتيجيات علاج فعالة.
لا يتم استخدام مصطلح النوع بشكل متسق في علم النفس، مما تسبب في بعض الارتباك. أظهرت الأبحاث أن معظم اختبارات الشخصية تنتج نتائج تتبع منحنى على شكل جرس بدلاً من فئات واضحة، مما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق لنظرية نوع الشخصية في البحث النفسي. توصلت الدراسات التجريبية إلى أن مقاييس السمات، مثل نموذج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية، يمكنها التنبؤ بشكل أكثر دقة بالاضطرابات المرتبطة بالشخصية.
لقد تم رفض نظرية نوع الشخصية تدريجيا من قبل علم النفس السائد، وأصبح الباحثون أكثر ميلا إلى استخدام نماذج السمات لشرح تنوع الشخصية البشرية.
يمكن إرجاع نظرية نوع الشخصية إلى أنظمة المزاج الأربعة التي وضعها الإغريق القدماء. وبمرور الوقت، خضع هذا النموذج لتطورات مختلفة، بما في ذلك مجموعة متنوعة من نظريات النوع المعروفة، مثل شخصية النوع أ والنوع ب. . . كان من المعتقد في البداية أن الأشخاص ذوي الشخصية من النوع أ هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية؛ ومع ذلك، لم يتم دعم هذا الادعاء لاحقًا بأدلة تجريبية. وفي هذا السياق، زعم علماء النفس مثل جيروم كاجان أن الأطفال الخجولين ينبغي النظر إليهم على أنهم يتمتعون بمزاج مثبط.
اقترح عالم النفس كارل يونج نموذجًا لأنواع الشخصية في كتابه "الأنواع النفسية" الصادر عام 1921، والذي كان له تأثير عميق. اقترحت نظرية النوع الخاصة بـ يونج تصنيفين ثنائيين للوظائف المعرفية، بما في ذلك الوظائف العقلانية (التفكير والشعور) والوظائف غير العقلانية (الاستشعار والحدس). إن استخدام هذه الوظائف له تأكيدات مختلفة، مما يؤدي إلى تفرد الشخصية.
"إن النوع النفسي للإنسان يحدد ويحد من نطاق حكمه."
تميز نظرية يونج بين المواقف المنفتحة (المتطلعة إلى الخارج) والانطوائية (المتطلعة إلى الداخل)، والتي تؤثر على الاستجابات السلوكية والعاطفية للفرد. عادةً ما يسعى الأشخاص الذين يميلون إلى الانفتاح إلى التفاعل مع العالم الخارجي، بينما يركز الانطوائيون أكثر على التفكير الداخلي والتأمل. يؤدي هذا الاختلاف إلى فهم مختلف لكيفية رؤية الناس للحياة والتفاعل معها.
تشير الأبحاث حول القلق وأنماط الشخصية اليونغية إلى أن الميل إلى القلق يرتبط بشكل كبير بأبعاد الانطواء والعاطفية. قد يكون الانطوائيون في كثير من الأحيان أكثر عرضة للقلق الاجتماعي، الأمر الذي ينعكس في سلوكهم. تسلط هذه النقطة الضوء على كيفية تأثير نوع الشخصية على عواطف الفرد وتفاعلاته الاجتماعية.
يشير نموذج يونج إلى أن الفهم العميق لنوع الشخصية يمكن أن يساعد الناس على التعرف على أنماط سلوكهم المعتادة وتعديل نهجهم ليناسب المواقف الاجتماعية.
عندما نستكشف أنواع الشخصية والعلم الذي يقف وراءها، هل يمكننا أن نكتسب فهمًا أفضل لسبب احتمالية ظهور سمات شخصية معينة في بيئات معينة؟ ولعل إعادة النظر في خصائصنا يمكن أن تجلب لنا رؤى ونموًا غير متوقعين.