<ص> ووفقا لهذه الفرضية، فإن اصطدام ثيا بالأرض حدث قبل حوالي 4.4 إلى 4.5 مليار سنة، أي بعد حوالي 10 إلى 20 مليون سنة من بدء تشكل النظام الشمسي. وتعتقد الأبحاث أن هذا الاصطدام حدث بزاوية مائلة وبسرعة معتدلة نسبيا، وهي كافية لقذف كمية كبيرة من المواد إلى الفضاء، والتي تكثفت بعد ذلك تدريجيا لتشكل القمر. ص> <ص> أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن الصخور القادمة من القمر لها نسب نظائر مستقرة متطابقة تقريبًا مع الصخور الموجودة على الأرض، مما يدعم صحة فرضية التأثير العملاق. ويشير هذا الدليل إلى أنه ربما كان للقمر والأرض أصل مشترك في الأيام الأولى، بحيث يكون تكوين القمر مشابهًا تمامًا لتركيب الأرض. ص>تعتقد فرضية الاصطدام العملاق أن هذا الصراع كان حدثًا رئيسيًا أدى إلى تكوين القمر، ففي ذلك الوقت اصطدمت الأرض بكوكب ثيا، وهو كوكب يبلغ قطره حوالي نصف قطره، وشكل الحطام الناتج في النهاية القمر اليوم. . ص>
<ص> ويتكهن العلماء أيضًا بأن الاصطدام ربما يكون قد زود نظامي الأرض والقمر بزخم زاوي مرتفع بشكل غير عادي، وهو أمر غير شائع بين الكواكب الأخرى الشبيهة بالأرض. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر تحليل البنية الداخلية للقمر أن القمر يحتوي على نواة حديدية صغيرة نسبيًا، مما يجعله أقل كثافة من الأرض. يشير كل هذا إلى الطاقة العالية والظروف المحددة التي يوفرها حدث الاصطدام والتي أعطت القمر مثل هذه الخصائص الفريدة أثناء تكوينه. ص> <ص> على الرغم من أن فرضية التأثير العملاق تبدو وكأنها تفسر معظم الأدلة، إلا أن العديد من الأسئلة الرئيسية لا تزال دون إجابة. على سبيل المثال، يحتوي القمر على عناصر متطايرة أقل والتي يصعب تفسيرها في حالة حدوث تصادم عالي الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن سبب عدم وجود قمر صناعي مطابق لكوكب الزهرة، وهو الكوكب الذي تعرض أيضًا لتأثيرات هائلة، هو قضية ساخنة أخرى ناقشها الناس. ص>"الصخور والمواد التي تختلط بعد الاصطدام تجعل خصائص القمر الجيولوجية مشابهة لخصائص الأرض وهذه ظاهرة فلكية رائعة."
<ص> بدءًا من النظرية التي اقترحها جورج داروين في نهاية القرن التاسع عشر، مرت المناقشات البشرية حول تكوين القمر بالعديد من التطورات. افترض داروين أن القمر تم إنشاؤه بواسطة قوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض، ولكن مع مرور الوقت، تحدت لوسينا ألورث دالي هذه الفكرة واقترحت النظرية القائلة بأن الاصطدام خلق القمر. وفي عام 1974، في مؤتمر خاص، تم اقتراح هذه الفرضية مرة أخرى واكتسبت اعترافًا تدريجيًا من المجتمع الأكاديمي. ص> <ص> باختصار، من خلال مقارنة تكوين الأرض والقمر، ونمذجة أحداث التأثير، ودراسة عينات سطح القمر، تمكن العلماء من إعادة بناء التاريخ القديم للكون. على الرغم من أن نتائج البحث الحالية غنية جدًا، إلا أن التحولات الدرامية والألغاز التي لم يتم حلها لا تزال تنتظر منا استكشافها، ولا يزال الأصل الحقيقي للقمر يستحق تأملنا. ص> <ص> بالإضافة إلى ذلك، ومع رصد علامات اصطدامات مماثلة في مجرات أخرى والتحسين المستمر لنماذج الحسابات، هل سنكتشف المزيد من الأسرار المتعلقة بتكوين القمر في المستقبل؟ ص>"لقد وفر الاصطدام العملاق الطاقة اللازمة لتكوين القمر، لكننا ما زلنا لا نفهم تمامًا كيف أثر هذا الحدث على تكوين الكواكب وأقمارها."