معادلة المكرر هي نموذج رياضي يستخدم في نظرية اللعبة التطورية التي تهدف إلى وصف العملية الديناميكية لكيفية تنافس أنواع مختلفة من الأفراد وتكاثرهم في مجموعة سكانية بمرور الوقت. ويتمثل جوهر هذا النموذج في وظيفة اللياقة البدنية، التي لا تركز فقط على بقاء نوع واحد، بل تأخذ في الاعتبار نسبة جميع الأنواع في السكان.
إن الميزة التي تميز معادلة المكرر عن النماذج الأخرى هي أنها قادرة على التقاط طبيعة الاختيار بين الأنواع، وليس مجرد نوع واحد من اللياقة البدنية.
على عكس النماذج الأخرى (مثل معادلة شبه الأنواع)، فإن معادلة المكرر لا تقدم عنصر الطفرة، مما يعني أنها لا تستطيع توليد أنواع جديدة أو استراتيجيات نقية جديدة. وهذا يثير عددا من الأسئلة، هل من الضروري فعلا تقديم بعض أشكال الابتكار عند محاكاة نمو السكان أو النظم البيئية؟
بالتعمق أكثر في الشكل الرياضي لمعادلة المكرر، يمكن التعبير عنها بشكل عام كمعادلة تفاضلية تصف التغيير في النسب النسبية لأنواع مختلفة. هنا، يمثل x_i نسبة النوع i في السكان، وf_i(x) هي ملاءمة النوع i، وϕ(x) هي متوسط ملاءمة السكان.
تفترض معادلة المكرر أيضًا أن توزيع الأنواع في السكان موحد ولا تأخذ في الاعتبار تنوع بنية السكان. وهذا يثير التساؤل حول تأثير تنوع المجموعة على المنافسة من أجل البقاء. هل ينبغي إدخال المزيد من التعقيد في النماذج لتمثيل التفاعلات بين الأنواع في النظم البيئية بشكل واقعي؟يسمح لنا هذا النموذج الرياضي برؤية كيفية تطور المنافسة بين الأنواع المختلفة في السكان بمرور الوقت ويوفر وسيلة لتحليل بقاء الأنواع.
في التطبيقات العملية، نجد غالبًا أن حجم السكان محدود، لذا من المهم استخدام نماذج منفصلة للحصول على محاكاة أكثر واقعية. ومع ذلك، فإن تحليل النماذج المنفصلة عادة ما يكون أكثر صعوبة وتكلفة حسابية، وبالتالي يتم استخدام الشكل المستمر بشكل متكرر في التحليل، ولكن هذا التنعيم يفقد أيضًا بعض الخصائص المهمة.
إن صلاحية معادلة المكرر هي متوسط مرجح ليس فقط لنوع واحد ولكن أيضًا للسكان بأكملهم. وهذا يعني أنه في عملية الانتقاء الطبيعي، لا تعتمد اللياقة البدنية على النوع نفسه فحسب، بل تعتمد أيضاً على بقاء الأنواع الأخرى إلى حد كبير. وهذا يجعلنا أيضًا نفكر في كيفية اعتماد الأنواع على بعضها البعض والتنافس فيما بينها في التنمية المستدامة أثناء عملية التطور.
إن التغيرات في النسب النسبية لكل نوع تؤدي في نهاية المطاف إلى اختلافات في اللياقة البدنية بين الأنواع، وبالتالي تؤثر على قدرة الأنواع على البقاء.
هناك نقطة رئيسية أخرى وهي أنه عند أخذ إضافة العوامل العشوائية في الاعتبار، فإن اشتقاق معادلة المكرر يمكن أن يستنتج العلاقة بين الحتمية والعشوائية. وتسمح لنا هذه النماذج الديناميكية بفهم كيفية بقاء المنافسة بين الأنواع منظمة حتى في وجود تقلبات عشوائية.
في نموذج رقمي أكثر تحديدًا، وباستخدام الحركة البراونية الهندسية لمحاكاة التغيرات في عدد الأفراد، يمكننا ملاحظة تأثير اللياقة البدنية على ديناميكيات المجموعة الشاملة من هذا المنظور. إن تحليل هذه السلوكيات المرضية يمكن أن يمنحنا رؤى واقعية حول كيفية قيام المجموعات بتعديل استراتيجيات البقاء الخاصة بها استجابة للتغيرات البيئية.
وهذا يجعلنا نتساءل كيف يمكننا تطبيق النماذج الرياضية المذكورة أعلاه على النظم البيئية في العالم الحقيقي؟ كيف ستؤثر هذه النتائج على فهمنا للحفاظ على التنوع البيولوجي؟
مع استمرارنا في استكشاف تنوع معادلات المكرر وأهميتها في الطبيعة، هل يمكننا العثور على نماذج أكثر ملاءمة لتفسير التوازن الدقيق والتنافس بين الأنواع؟