في دراسة أصل الحياة على الأرض، جذبت دورة كريبس العكسية اهتمامًا واسع النطاق من قبل العلماء. هذه الدورة ليست فقط العملية العكسية لدورة كريبس، ولكنها قد تكشف أيضًا عن لغز كيفية استخدام الحياة للعناصر الأساسية مثل ثاني أكسيد الكربون والماء لتركيب مركبات الكربون.
دورة كريبس العكسية هي سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تقوم بها بعض البكتيريا والعتائق باستخدام عوامل اختزال غنية بالطاقة لتحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى مركبات الكربون.
في دورة كريبس، تتأكسد الكربوهيدرات إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، بينما تحول دورة كريبس العكسية ثاني أكسيد الكربون والماء إلى مركبات الكربون. تستخدم هذه العملية غالبًا الهيدروجين أو الكبريتيد أو الثيوكبريتات كمصدر للإلكترونات، مما يشير إلى قابليتها للتطبيق في ظل ظروف بيئية معينة. هذه الخاصية تجعل دورة كريبس العكسية بديلاً يتنافس مع دورة كالفن، والتي تحدث في الكائنات الحية الدقيقة المختلفة والكائنات الحية العليا. وتثير هذه الاختلافات أسئلة عميقة حول أصول الحياة.
من منظور الكيمياء الأساسية، تختلف دورة كريبس العكسية عن دورة كريبس في عدة طرق رئيسية. في دورة كريبس العكسية، هناك ثلاثة إنزيمات محددة تعمل، وهي سيترات لياز، فومارات ريدوكتاز، وألفا كيتوفاليريت سينثاز. تلعب هذه الإنزيمات دورًا حيويًا في تحويل مركبات الكربون.
يعني السترات أن التفاعل العكسي لا يتم تحفيزه بواسطة سيترات سينثيز، ولكن بواسطة سيترات لياز.
على سبيل المثال، يحل فومارات ريدوكتاز محل سكسينات ديهيدروجينيز، ويحل ألفا كيتوفاليريت سينثاز محل ألفا كيتوفاليريت ديهيدروجينيز، مما يعكس تفرد وتعقيد هذه العملية.
قد تكون معدلات بعض التفاعلات في دورة كريبس العكسية، دون تدخل الإنزيمات، منخفضة للغاية بحيث لا تساهم بشكل كبير في تكوين الحياة.
إن التطبيق المحتمل لدورة كريبس العكسية في المجال الطبي يستحق الاهتمام أيضًا. تشير الأبحاث إلى أن هذه الدورة قد تلعب دورًا مهمًا في الفسيولوجيا المرضية لسرطان الجلد. تعمل أورام الورم الميلانيني على تغيير المسارات الأيضية الطبيعية للاستفادة من النفايات لتلبية احتياجاتها الأيضية، مثل زيادة امتصاص واستخدام الجلوكوز من خلال عملية تعرف باسم "تأثير واربورغ". إن دورة كريبس العكسية، التي يستخدم فيها الغلوتامات لإنتاج أسيتيل مرافق الإنزيم أ، يمكن أن توفر استراتيجيات جديدة لتحديد الخلايا السرطانية واستهدافها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن بعض الكائنات الحية الدقيقة المحددة، مثل Thiomicrospira denitrificans، وCandidatus Arcobacter، وChlorobaculum tepidum، تستخدم دورة كريبس العكسية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مركبات الكربون. يتحدى هذا الاكتشاف الفهم السابق لهذه الدورة ويعمق معرفتنا بأصلها وتطورها.
ومع تعميق البحث، فإن فهم الناس لدورة كريبس العكسية سوف يستمر في التعمق، ومن المرجح أن يعزز تطوير التكنولوجيا الحيوية، والطاقة الجديدة، والمجالات الطبية. في نهاية المطاف، كم عدد الأسرار الأخرى حول الحياة التي ستكشفها دورة كريبس العكسية؟