في مجالات الهندسة والكيمياء الحيوية، الحلزون الثلاثي هو بنية مكونة من ثلاث حلزونات متوازية لها نفس المحور ولكن بإزاحات مختلفة. تلعب هذه البنية دورًا حيويًا في الكائنات الحية، وخاصة في بنية البروتينات ووظيفة المادة الوراثية. ستستكشف هذه المقالة بعمق بنية وعوامل الاستقرار والوظائف البيولوجية للحلزون الثلاثي وتكشف أهميتها في العلوم الحيوية.
تعتمد هوية الحلزون الثلاثي على أنواع الحلزونات التي يتكون منها.
سمي الحلزون الثلاثي بـ "الثلاثي" لأنه يتكون من ثلاث حلزونات منفصلة. تتشارك اللوالب في نفس المحور المركزي ولكنها لا تتداخل لأن كل لولب مرتب بزاوية مختلفة حول المحور. تشمل أمثلة هذه الهياكل الحمض النووي الحلزوني الثلاثي، والحمض النووي الريبي الحلزوني الثلاثي، واللولب الكولاجيني.
يتكون حلزون الكولاجين الثلاثي من ثلاث سلاسل من ببتيد الكولاجين، حيث تشكل كل سلسلة حلزون بولي برولين خاص بها أيسر، وعندما يتم دمج السلاسل الثلاث فإنها تتبنى بنية أيمن. في المقابل، يتكون الحلزون الثلاثي للحمض النووي من ثلاثة خيوط من الحمض النووي، ويتم ترتيب الأزواج القاعدية الموجودة داخلها في نمط اقتران هوجستين.
في الحلزون الثلاثي، يعد ترتيب المجموعات الأساسية عاملاً مهمًا يؤثر على استقراره.
هناك العديد من العوامل الرئيسية لاستقرار الحلزون الثلاثي للكولاجين. عندما يتم دمج البرولين في الموضع Y لتسلسل Gly-X-Y، يتم تحويله لاحقًا إلى هيدروكسي برولين، وهو تعديل يمكن أن يتفاعل جيدًا مع الماء وبالتالي يعزز استقرار البنية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تشكيل شبكة واسعة من الروابط الهيدروجينية بين السلاسل الثلاث، مما يساهم أيضًا في توفير طاقة حرة تبلغ حوالي -2 كيلو كالوري/مول لاستقرارها.
يتأثر استقرار الحلزونات الثلاثية للحمض النووي DNA والحمض النووي الريبوزي RNA بعوامل مماثلة لتلك الخاصة بالحمض النووي الحلزوني المزدوج. في هذا البناء، تكون الجينات محورية داخليًا، ومرتبطة بالهيدروجين مع بعضها البعض، ومستقرة بشكل أكبر من خلال تأثير تنافر الماء.
إن استقرار الحلزون الثلاثي لا يحمي بقايا الجلايسين الرئيسية فحسب، بل يحمي أيضًا البروتين بأكمله من التحلل بواسطة البروتياز.
تساهم أعضاء عائلة الكولاجين بشكل كبير في المصفوفة خارج الخلية. يوفر هيكلها الحلزوني الثلاثي القوة والاستقرار لألياف الكولاجين، مما يمكنها من مقاومة معظم الضغوط الشد. تجعل هذه الصلابة الكولاجين بروتينًا مثاليًا للنقل الجزيئي الكبير والدعم الهيكلي في جميع أنحاء الجسم.
يمكن لبعض تسلسلات الأوليجونوكليوتيدات، والتي تسمى الأوليجونوكليوتيدات المكونة للثلاثي (TFOs)، أن ترتبط بجزيئات الحمض النووي مزدوجة السلسلة الأطول لتشكيل حلزون ثلاثي. في هذه العملية، قد تعمل TFOs على تعطيل الجينات أو المساعدة في إحداث الطفرات. وهذا يسمح للباحثين بدراسة وظيفة جينات محددة من خلال هذه التركيبة.
الأدوار في الحمض النووي الريبوزي في السنوات الأخيرة، حظيت الوظائف البيولوجية للحمض النووي الريبوزي الحلزوني الثلاثي باهتمام متزايد. وتشمل أدوارها المحتملة تعزيز الاستقرار والتأثير على الترجمة وربط الربيطة. على سبيل المثال، في مفتاح الريبوسوم SAM-II، يشكل الحلزون الثلاثي موقع تنسيق فريدًا يمكنه قبول S-أدينوسيل ميثيونين (SAM)، وبالتالي التأثير على وظيفة الحمض النووي الريبي.باستخدام أدوات حسابية مثل TDF و Triplexfpp، يمكن التنبؤ بإمكانية تكوين الحلزون الثلاثي RNA-DNA.
تتمتع هذه الأدوات الحسابية بأهمية كبيرة في أبحاث الجينوم الحالية، ومن المتوقع أن تلعب دورًا أكبر في اكتشاف رؤى جديدة في علوم الحياة في المستقبل.
إن البنية الخاصة للجزيء الحلزوني الثلاثي تمكنه من أداء وظائف متعددة في الكائنات الحية، مما يدل على قيمته التي لا غنى عنها من دعم بنية الخلية إلى تنظيم التعبير الجيني. هل هناك أسرار أخرى مخفية وراء هذه الهياكل المعقدة والجميلة والتي لم يتم فهمها بعد؟