علم الوراثة التطورية البشرية هو مجال مهم يدرس الاختلافات بين الجينومات البشرية المختلفة. مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، يمكن للبيانات الجينية أن تزودنا بمعلومات قيمة حول علاقتنا مع الأنواع الأخرى، وخاصة الغوريلا. وتترك هذه الاختلافات الجينية آثاراً عميقة على الثقافة الإنسانية والطب والتاريخ وحتى الطب الشرعي.
توفر البيانات الجينية أسرارًا حول أصول التطور البشري وعلاقتنا بالقردة الأخرى.
عادةً ما يتم إنشاء الأشجار التطورية بناءً على تسلسلات الحمض النووي أو البروتين من مجموعات سكانية مختلفة. استخدمت العديد من الدراسات الحمض النووي للميتوكوندريا أو تسلسلات الكروموسوم Y لاستكشاف تطور السكان البشر القدماء. في كثير من الأحيان، لا يمكن إعادة تجميع الحمض النووي من هذه المصادر، وهو مناسب جدًا لتتبع التغيرات في القرابة.
التشابه بين الجينات يتشارك البشر والشمبانزي في أقل من 2% من الجينات، مما يسلط الضوء على مدى ارتباطنا ببعضنا البعض. ومع ذلك، وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا أيضًا أن ندرك أن تسلسلات الجينات المختلفة قد تظهر علاقات مختلفة في شجرة الجينات.لمدة قرون من الزمان، استكشف العلماء العملية التي انحدر بها البشر من أقرب القردة غير البشرية إلينا، مثل الشمبانزي والغوريلا. ويتضمن ذلك خمسة أسئلة رئيسية: من هو السلف المشترك الأحدث للإنسان؟ متى حدث التمايز؟ ما هو حجم السكان الفعلي في السلف المشترك؟ هل هناك آثار لمجموعات سكانية فرعية قبل التمايز؟ والأحداث المحددة التي تنطوي على اندماج الكروموسومات.
يمكن أن يصل التشابه بين الجينوم البشري وجينوم الشمبانزي إلى 99.1% في بعض المناطق.
في الجينوم البشري، فقدت نحو 80 جينًا وظائفها تدريجيًا بعد انفصالها عن السلف المشترك مع الشمبانزي. وترتبط هذه الجينات بشكل أساسي بالتذوق والاستجابة المناعية. إن الطفرة السريعة في الجينات وفقدان بعض الجينات قد منحتنا مزايا فريدة في التكيف مع البيئة.
أثناء التطور البشري، عملت ضغوط الانتقاء على تعزيز بعض الجينات، مما أعطى البشر خصائص فريدة مثل القدرة على اللغة والسلوك الاجتماعي المعقد.
يوفر الجينوم البشري مرآة لفهمنا لهويتنا، ويوضح ارتباطاتنا واختلافاتنا مع الكائنات الحية الأخرى. عندما نستكشف البشر وعلاقتهم بالقردة الأخرى، فإننا لا نبحث عن إجابات بيولوجية فحسب، بل نبحث أيضًا عن جذور الهوية الثقافية والاجتماعية. وفي نهاية المطاف، ما يتعين علينا أن نفكر فيه هو: كيف يؤثر كل هذا على تفكيرنا وفهمنا لمستقبل البشرية؟