في أكتوبر 1978، اندلعت حرب بين أوغندا وتنزانيا استمرت حتى يونيو 1979. وعرفت هذه الحرب باسم الحرب الأوغندية التنزانية أو حرب كاجيرا. وتعود جذور الصراع إلى عام 1971، عندما أدى انقلاب عسكري إلى إطاحة عيدي أمين بميلتون أوبوتي الذي كان مقربًا من الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، ثم ساءت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ومع تعزيز دكتاتورية أمين، أصبح الوضع الداخلي في أوغندا تدريجياً غير مستقر، مما أدى في النهاية إلى هذه الحرب المأساوية. ص>
لقد اهتز نظام أمين بسبب عمليات التطهير العنيفة والصعوبات الاقتصادية والاستياء داخل الجيش. ص>
عارض رئيس تنزانيا نيريري حكم أمين الاستبدادي ودعم المعارضة الأوغندية في المنفى. في عام 1972، قدم نيريري اللجوء لأوبوتي وغيره من المتمردين ونظم جيشًا صغيرًا من المتمردين. وأعرب أمين عن استيائه الشديد من دعم تنزانيا وشن غارات جوية انتقاما. وعلى الرغم من توصل الجانبين إلى اتفاق مقديشو عام 1972 لمنع المزيد من الصراع، إلا أن العلاقات ما زالت متوترة. ص>
بحلول عام 1978، اشتدت الصراعات الداخلية في الجيش الأوغندي، وواجه حكم أمين تحديات خطيرة. ص>
في أكتوبر 1978، شن الجيش الأوغندي هجومًا على تنزانيا، وهو ما اعتبر محاولة من أمين لصرف الانتباه عن عدم الاستقرار الداخلي. ووقعت الاشتباكات الأولى في منطقة كاجيرا دون على الحدود بين أوغندا وتنزانيا، وسرعان ما توسعت العملية العسكرية الشرسة. ومع تفاقم الوضع بسبب الاتهامات والدعاية المتبادلة، أعلنت تنزانيا الحرب على أمين في 2 نوفمبر وحشدت قوات الدفاع الشعبية لبدء هجوم مضاد. ص>
شنت قوات الدفاع الشعبية التنزانية (TPDF)، بقيادة الرئيس التنزاني نيريري، هجومًا، بينما أرسل الزعيم الليبي معمر القذافي، حليف أمين، قوات إلى أوغندا كتعزيزات. لكن بعد مقاومة قصيرة تعرض الجيش الأوغندي لأضرار جسيمة في معركة لوكايا في مارس من نفس العام، مما أدى إلى تسريع انهيار جيش أمين. ص>
"لدينا الأسباب، ولدينا الموارد، ولدينا الإرادة للقتال ضد أمين."
في أبريل 1979، نجحت قوة مشتركة من قوات المعارضة التنزانية والأوغندية في الاستيلاء على كمبالا، عاصمة أوغندا، وفر أمين، وبذلك أنهى حكمه. لكن الوضع بعد الحرب لم يستقر بسرعة. شكلت جبهة التحرير الوطني الأوغندية (UNLF) حكومة لكنها واجهت تحديات بسبب نفوذها المنتشر والعنف السياسي الواسع النطاق وارتفاع معدلات الجريمة المحلية. ص>
وعلى الرغم من نجاح تنزانيا في الإطاحة بأمين، إلا أنها دفعت أيضًا ثمنا اقتصاديا باهظا. ص>
لم يتضرر اقتصاد تنزانيا بشدة فحسب، بل كانت أوغندا تعاني أيضًا من صراعات مستمرة بسبب الاضطرابات المدنية، والتي أدت في النهاية إلى اندلاع حرب الغابة الأوغندية في عام 1980. وانتهت الحرب التي كان من الممكن تجنبها إلى التسبب في عدم الاستقرار والمعاناة على المدى الطويل. كيف ستتخلص أوغندا في المستقبل من ظلال الماضي وتعيد بناء السلام؟ ص>