في عشرينيات القرن العشرين، طوّر الطبيب اليوناني جورجيوس بابانيكولاو اختبارًا ثوريًا غيّر عالم صحة المرأة، وخاصة فيما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. وتسمى هذه الطريقة الآن اختبار بابانيكولاو، أو اختبار بابانيكولاو باختصار، وهي توفر للنساء في جميع أنحاء العالم فرصة الكشف المبكر عن الآفات المحتملة، مما يقلل بشكل كبير من معدل الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم.
ما هو اختبار بابانيكولاو؟ اختبار بابانيكولاو هو اختبار فحص يستخدم للكشف عن سرطانات عنق الرحم المحتملة (فتحة الرحم). يتضمن الاختبار إزالة الخلايا من عنق الرحم وفحصها تحت المجهر للبحث عن التغيرات السرطانية أو ما قبل السرطانية المحتملة. يتمتع هذا الاختبار بقدرات اكتشافية لدى كل من الرجال والنساء، على الرغم من أنه يستخدم بشكل أساسي لفحص صحة المرأة.بدأ الدكتور بابانيكولاو أبحاثه في عام 1923، وكان أول من أثار دراسة هذه المشكلة مقالاً شارك في تأليفه مع طبيب أمراض النساء الأمريكي هربرت ف. تراوت في عام 1941. وقد حظيت الاختبارات باهتمام واسع النطاق. ووصفت المقالة، التي حملت عنوان "تشخيص سرطان الرحم عن طريق مسحة المهبل"، مجموعة متنوعة من التغيرات الخلوية، وعززت اعتراف المجتمع الطبي بهذه التكنولوجيا.
ومنذ ذلك الحين، أصبح اختبار بابانيكولاو بمثابة "المعيار الذهبي" للفحص في جميع أنحاء العالم.
وفقا للدراسات، فإن اختبار بابانيكولاو يمكن أن يقلل في الواقع من معدل الوفيات بسرطان عنق الرحم بنسبة تصل إلى 80% إذا تم إجراؤه بانتظام ومتابعته بشكل مناسب. في العديد من البلدان، يوصى عادة بإجراء الفحص ابتداءً من سن العشرين أو الخامسة والعشرين وكل ثلاث إلى خمس سنوات. في الولايات المتحدة، لا تزال العديد من النساء معرضات لخطر الإصابة بالسرطان بسبب عدم إجراء الفحص المنتظم.
على الرغم من أن توفر اختبار بابانيكولاو على نطاق واسع ساعد في التعرف على السرطان في وقت مبكر، إلا أن هناك العديد من الحواجز الاجتماعية والثقافية التي تمنع اعتماده على نطاق واسع في بعض المجموعات. وخاصة داخل مجتمع المتحولين جنسياً، لا يتمكن الكثيرون من الحصول على الفحص المناسب بسبب نقص المعلومات أو الوصول إلى الخدمات الطبية.
بالنسبة للرجال المتحولين جنسياً، توصي الإرشادات المهنية بضرورة إجراء اختبار بابانيكولاو للكشف عن سرطان عنق الرحم، حتى لو كان خطر الإصابة بالسرطان منخفضاً.
يعد اختبار بابانيكولاو إجراءً بسيطًا نسبيًا يقوم فيه طبيبك بإدخال موسع للسماح بالوصول بشكل أفضل إلى عنق الرحم ثم يجمع عينة من الخلايا للتحليل. قبل إجراء الاختبار، يُنصح المرضى بتجنب الجماع، والغسل المهبلي، واستخدام الأدوية المهبلية لمدة يومين لتقليل التأثير على النتائج.
خاتمة لم يغير اختبار بابانيكولاو الطريقة التي تم بها فحص صحة المرأة في القرن العشرين فحسب، بل إن تطويره المستمر يعد رمزًا مهمًا للتقدم الطبي اليوم. لقد نجحت هذه التقنية في إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأشخاص من خلال الكشف المبكر والتدخل. ولكن مع وجود الحواجز والتحديات المتبقية أمام الفحص، كيف يمكننا ضمان حصول كل امرأة على هذا الاختبار المنقذ للحياة؟