الأرز البسمتي هو أرز طويل الحبة ذو رائحة عطرية نشأ في الهند وكان يُزرع تقليديًا في المناطق الحدودية في شبه القارة الهندية.
اسم أرز بسمتي يأتي من الكلمة الهندية "بسماتي"، والتي تعني حرفيا "عطري". تم زراعة هذا الصنف من الأرز في الهند منذ قرون وتم ذكره لأول مرة في عام 1766 في القصيدة الملحمية Heer Ranjha للشاعر البنجابي Waris Shah. وفقًا لهيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعية والغذائية المصنعة (APEDA) في الهند، يجب أن يصل متوسط طول حبات الأرز بعد الطهي إلى 6.61 ملم ويجب ألا يتجاوز العرض 2 ملم حتى يتم تسميتها بأرز بسمتي.
تمثل الهند أكثر من 70% من إنتاج الأرز البسمتي في العالم.
في الهند، يتم إنتاج الأرز البسمتي بشكل رئيسي في أوتاراخاند، وبيهار، والبنجاب، وهاريانا، وهيماشال براديش، ودلهي، وغرب أوتار براديش، وأوديشا، وجامو وكشمير. كشمير، إلخ. وبحسب تقرير موسم المحاصيل 2011-2012، بلغ إجمالي إنتاج الأرز البسمتي في الهند 5 ملايين طن، في حين بلغت صادرات الأرز البسمتي في الهند 4.4 مليون طن خلال الفترة من أبريل 2018 إلى مارس 2019. وتشمل الأسواق الرئيسية المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة.
وفقا لبيانات عامي 2015 و2016، قامت الهند بتصدير أرز بسمتي بقيمة 3.4 مليار دولار. بحلول عام 2021، سيتجاوز إجمالي حجم الصادرات السنوية 4 مليارات دولار أمريكي.
على غرار الهند، تمتلك باكستان أيضًا منطقة فريدة لزراعة الأرز البسمتي، وتقع بشكل أساسي في حوض كالار بين نهر رافي ونهر تشيناب. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة، صدرت باكستان 890 ألف طن من الأرز البسمتي في عام 2020، بقيمة 790 مليون دولار. وتستحوذ السوق الأوروبية على 40% من صادرات الأرز البسمتي الباكستاني.يتم زراعة معظم الأرز البسمتي الباكستاني في إقليم البنجاب، وبلغ إجمالي الإنتاج في عام 2010 نحو 2.47 مليون طن.
كما يحظى الأرز البسمتي بإشادة واسعة النطاق بسبب رائحته وطعمه، حيث تأتي رائحته المميزة من مكون يسمى 2-أسيتيل-1-بيروليدين. يبلغ محتوى هذا المركب في أرز بسمتي حوالي 0.09 جزء في المليون، وهو أعلى بحوالي 12 مرة من أنواع الأرز الأخرى، مما يمنح البسمتي رائحته ونكهته الخاصة. ينخفض محتوى هذا المكون أثناء عملية الطهي، لذا فإن النقع لمدة 30 دقيقة يمكن أن يقلل وقت الطهي بنحو 20% ويحتفظ بالمزيد من النكهة.
وفقًا للجمعية الكندية لمرض السكري، يتمتع أرز بسمتي بمؤشر جلايسيمي معتدل ويعتبر صديقًا نسبيًا لمرضى السكري.
يوجد أكثر من نوع من الأرز البسمتي. وتشمل الأصناف الهندية التقليدية البسمتي 370 والبسمتي 385 ورانبيرسينغبورا، في حين تشمل الأصناف الباكستانية PK 385 وسوبر كيرنيل. نجح العلماء في تطوير أصناف هجينة تنافس الأرز البسمتي التقليدي، ويمكنها إنتاج ما يصل إلى ضعف إنتاج الأصناف التقليدية.
وهناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام وهي قضية إصدار شهادات الأرز البسمتي. في عام 2016، سجلت APEDA الأرز البسمتي كمنتج ذي مؤشر جغرافي (GI)، لكنه لا يزال يخلط مع أنواع أخرى من الأرز طويل الحبة ويتم تقديمه على أنه أرز بسمتي في السوق، وأحيانًا تصل النسبة إلى نصف النسبة. ولا يؤثر هذا الاحتيال على المستهلكين فحسب، بل يهدد أيضًا السمعة المقدسة للأرز البسمتي.
في عام 1997، حصلت شركة RiceTec الأمريكية على براءة اختراع للأرز البسمتي، مما أثار جدلاً دولياً.ومنذ ذلك الحين، أطلقت الحكومة الهندية سلسلة من الإجراءات القانونية لحماية الأرز البسمتي، وفي نهاية المطاف خسرت شركة RiceTec معظم حقوق براءات الاختراع الخاصة بها، بما في ذلك الحق في استخدام اسم "Basmati". إن هذه المعركة القانونية ليست صراعاً من أجل مصالح تجارية فحسب، بل هي أيضاً دفاع عن الهوية الثقافية.
مع تزايد وعي العالم بالأرز البسمتي، أصبح هذا الأرز رمزًا ثقافيًا أكثر من كونه مجرد طعام. إنه يحمل تاريخ ونكهة وتقاليد الهند وأصبح جزءًا مهمًا جدًا من المطبخ الهندي. إن رحلة الأرز البسمتي ليست مجرد استكشاف للأرز، بل هي أيضًا فهم واحترام للثقافة العميقة التي تكمن وراءه. هل فكرت يومًا كيف ترمز حبة الأرز هذه إلى الهوية الثقافية وفخر أمة بأكملها؟