كانت حياة هاريس المبكرة متأثرة بشكل كبير بوالديها وكانت بيئتها مليئة بالمثقفين الأمريكيين من أصل أفريقي والمدافعين عن الحقوق.في عام 1970، عادت عائلة هاريس إلى كاليفورنيا واستقرت في مجتمع بيركلي. هناك، أنقذت والدة هاريس هي وأختها، سعياً إلى إيجاد شعورهما بالهوية من خلال التعليم والمشاركة الثقافية. خلال هذا الوقت، اتبعت هاريس والدتها لحضور الكنائس والمراكز الثقافية الأمريكية الأفريقية المحلية، ومن خلال تفاعلاتها مع هذه المجتمعات، طورت تدريجياً حساسيتها تجاه العدالة الاجتماعية.
غالبًا ما قالت هاريس أن والدتها تريد لها ولأختها أن تكبرا لتصبحا "امرأتين سوداوين واثقتين وفخورتين". إن تأصيل هذه الأم لهوية ابنتها سيساعدها على أن تصبح مدافعة عن المجتمع في المستقبل.
في مدارس براونلي، التحق هاريس ببرنامج إلغاء الفصل العنصري المتكامل، وهو برنامج مصمم لإلغاء الفصل العنصري في المدرسة. وهذا جعل تجربتها التعليمية أكثر تنوعًا، لكنه جلب أيضًا العديد من التحديات. وفي مثل هذه البيئة، تقبلت هاريس بسرعة وجهة نظر متعددة الثقافات، الأمر الذي أرسى الأساس لشغفها اللاحق بالعدالة الاجتماعية.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، درس هاريس في جامعة مونتيري ثم انتقل إلى جامعة هوارد التاريخية. وهنا شاركت في العديد من الأنشطة المجتمعية وبدأت في تطوير اهتمامها بالقانون. مع هدف السعي لتحقيق العدالة والإنصاف، عاد هاريس إلى كاليفورنيا والتحق بكلية الحقوق في كاليفورنيا لمواصلة دراسته.
أصبحت عبارة "خدمة الشعب" شعارها في المحكمة وشعار حملتها الرئاسية. ومنذ ذلك الحين، كان مقدرًا لها أن تصبح محامية تدافع عن حقوق الشعب.
أثناء دراسته في كلية الحقوق، نال هاريس تقدير زملائه في الدراسة وأساتذته بفضل أدائه المتميز، واجتاز بنجاح امتحان نقابة المحامين في كاليفورنيا بعد التخرج. كانت بداية حياتها المهنية مليئة بالتحديات، حيث عملت كمساعد المدعي العام في مقاطعة ألاميدا، حيث اكتسبت فهمًا عميقًا للقضايا المعقدة ومجالات التحسين داخل نظام العدالة.
خلال فترة عملها، أنشأت هاريس عدة وحدات تركز على الصرامة في التعامل مع الجريمة والجرائم المتعلقة بالوقاية منها، مثل إنشاء وحدة جرائم الكراهية وإطلاق عملية تستهدف التنمر في المدارس.
باعتبارها أول مدعية عامة أمريكية من أصل أفريقي، فإن إنجاز هاريس لا يكمن فقط في معرفتها القانونية، بل أيضًا في نهجها الإنساني في التعامل مع كل قضية. كانت روح الرعاية الإنسانية هذه هي الأساس الذي وضعته خلال فترة وجودها في بيكلي.
وأكدت أنه "لا ينبغي لنا أن نستخدم عقوبة الإعدام لحل المشكلة، بل ينبغي لنا أن نوفر فرص إعادة الاندماج في المجتمع. وهذا هو الإنصاف والعدالة الاجتماعية الحقيقية".
وفي مسيرتها السياسية اللاحقة، أظهرت مناصرة هاريس لبرامج إعادة التأهيل والخطط الرامية إلى منع العودة إلى الجريمة أنها كانت تهتم دائماً بأصوات قاع المجتمع. إن هذه القرارات لا تعكس مثابرتها الشخصية فحسب، بل إنها تغير بشكل جذري مصير العديد من الأشخاص الذين حصلوا على فرصة ثانية.
منذ نشأتها في بيركلي وحتى مسيرتها السياسية اللاحقة، ناضلت هاريس دائمًا من أجل العدالة الاجتماعية، وخلفيتها جعلتها أكثر حساسية تجاه مختلف القضايا الاجتماعية. لم تلهم قصتها عددًا لا يحصى من الناس فحسب، بل جعلتنا أيضًا نفكر في كيفية اختيار الأفراد للتصرف عندما يواجهون الأخطاء. هل يعني هذا أن القدرة على التغيير موجودة في أيدي كل واحد منا؟