نهر تينيسي، وهو نهر يبلغ طوله 652 ميلاً (1049 كيلومترًا) ويمر عبر وادي تينيسي في جنوب شرق الولايات المتحدة، هو أكبر روافد نهر أوهايو. كان للنهر العديد من الأسماء، أحد أشهرها هو "نهر شيروكي". يشير مصطلح "شيروكي" إلى مجموعة أصلية محلية عاشت على طول ضفاف النهر، وخاصة في شرق تينيسي وشمال ألاباما في الوقت الحاضر.
تم تسمية نهر تينيسي على اسم قرية "تاناسي" الشروكية، والتي أصبحت فيما بعد مرادفة للنهر بأكمله.
يمكن إرجاع نهر تينيسي إلى التقاء نهري هولستون وفارانجبود في مدينة نوكسفيل بولاية تينيسي حاليًا. بعد تشاتانوغا، يعبر النهر ألاباما ويتدفق عبر هانتسفيل وديكاثول، ليشكل في النهاية جزءًا صغيرًا من الحدود بين تينيسي وميسيسيبي. يتدفق النهر لمسافة حوالي 250 قدمًا (76 مترًا) داخل جورجيا دون أن يدخل حدود الولاية. يقسم مجرى نهر تينيسي الشمالي الغربي ولاية تينيسي إلى منطقتين رئيسيتين: تينيسي الوسطى وتينيسي الغربية.
كان الوادي في السابق موطنًا للعديد من القبائل الأصلية. تم اكتشاف نقوش صخرية مرسومة على المنحدرات المرسومة في ألاباما يعود تاريخها إلى حوالي عام 1400. كما وقعت أول معركة كبرى في الحرب الأهلية الأمريكية على طول هذا النهر. اعتبر القائد هنري هاليك من الجبهة الغربية أن نهر تينيسي هو نهر أكثر استراتيجية من نهر المسيسيبي.
تم بناء السدود على نهر تينيسي عدة مرات من قبل هيئة وادي تينيسي (TVA) منذ ثلاثينيات القرن العشرين. إن بناء هذه السدود لا يؤدي إلى تحسين سهولة النقل فحسب، بل ويزيد أيضًا من فعالية إدارة موارد المياه. مع تطور صناعة الزوارق وصناعة النقل، أصبح نهر تينيسي ذا أهمية متزايدة وأصبح الركيزة الأساسية للاقتصاد المحلي.
تحتوي القناة الرئيسية للنهر على أكثر من 200 نقطة وصول عامة على طول مسارها، مما يوفر سهولة الوصول إلى الأنشطة المائية الترفيهية.
على الرغم من الدور الاقتصادي المهم الذي يلعبه نهر تينيسي، فإن حقوق المياه على طول النهر أثارت الجدل بين جورجيا وتينيسي. عندما انضمت تينيسي إلى الاتحاد عام 1796، تم تحديد حدودها من قبل الكونجرس، وتسببت أخطاء المسح اللاحقة في أن تكون الحدود الفعلية أقل بمقدار ميل واحد عن المخطط الأصلي، مما أدى إلى تعديلات مختلفة ودعاوى قضائية.
يعتبر نهر تينيسي غنيًا بالتنوع البيولوجي، حيث يوجد 102 نوعًا من المحار اللؤلؤي في روافده. لم تكن هذه المحاريات مصدرًا مهمًا للغذاء بالنسبة لشعب أستراليا الأصلي فحسب، بل إنها خلقت أيضًا صناعة مزدهرة لأزرار اللؤلؤ في القرن التاسع عشر. لكن تراكم الأورام وتلوث المياه تسببا في انخفاض حاد في أعداد هذه المحار اللؤلؤي، كما يواجه النظام البيئي تهديدات أيضا.
يعتبر نهر تينيسي، بخلفيته التاريخية الغنية وقيمته البيئية، شاهداً على تطور الجنوب. لا يعد هذا النهر قناة نقل مهمة فحسب، بل يحمل أيضًا تراثًا ثقافيًا واقتصاديًا. وأمام هذا النهر ذو الأهمية العميقة، هل نفهم حقًا مصدر مياهنا والتاريخ والقصص التي يحملها؟