ولم تتجلى صراعات الحرب الباردة في سباق التسلح النووي والتطورات العسكرية التقليدية فحسب، بل تجلى أيضا بشكل غير مباشر من خلال الحرب النفسية، وحملات الدعاية، والتجسس، والحظر عن بعد، والدبلوماسية الرياضية، والمنافسات التكنولوجية مثل سباق الفضاء.<ص> بعد الحرب العالمية الثانية، أنشأ الاتحاد السوفييتي حكومات تابعة له في الأراضي التي احتلها في أوروبا الشرقية والوسطى، وساهم في توسع الشيوعية في كوريا الشمالية في عام 1948، ثم أعقب ذلك تحالف مع جمهورية الصين الشعبية في عام 1949. لقد أعلنت الولايات المتحدة عن "مبدأ ترومان" في عام 1947 لتنفيذ "سياسة الاحتواء"، وأطلقت خطة مارشال في عام 1948 للمساعدة في التعافي الاقتصادي لأوروبا الغربية، وأنشأت تحالف الناتو العسكري في عام 1949. وعلى النقيض من ذلك، بدأ الاتحاد السوفييتي في إنشاء "الحلف الأطلسي" في عام 1948. اتفاقية وارسو.
كانت الحرب الكورية (1950-1953) حربًا كبرى بالوكالة خلال الحرب الباردة وانتهت إلى طريق مسدود، حيث تضمن التدخل الأمريكي دعمًا للديكتاتوريات المناهضة للشيوعية واليمينية.<ص> لقد خضعت جميع الدول الاستعمارية تقريبًا لعملية إنهاء الاستعمار وحصلت على استقلالها في الفترة ما بين عامي 1945 و1960، مما أدى إلى تحول العديد من البلدان إلى ساحات معارك في دول العالم الثالث أثناء الحرب الباردة. لقد أسست الثورة الكوبية عام 1959 أول نظام شيوعي في نصف الكرة الغربي، في حين كانت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 أقرب شيء إلى الحرب النووية خلال تلك الفترة. وكانت حرب فيتنام (1955-1975) أيضًا صراعًا بالوكالة كبيرًا انتهى بهزيمة الولايات المتحدة.
<ص> وبعد الانقسام الصيني السوفييتي في عام 1961، تدخلت الولايات المتحدة في عام 1969 رداً على خطة الاتحاد السوفييتي لتوجيه ضربة نووية ضخمة إلى الصين، وبدأت في التعامل مع الصين في عام 1972. وفي العام نفسه، وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سلسلة من معاهدات ضبط الأسلحة النووية بهدف الحد من ترساناتهما النووية. وفي عام 1979، أثار سقوط الأنظمة الموالية لأميركا في إيران ونيكاراغوا والغزو السوفييتي لأفغانستان مخاوف جديدة من اندلاع الحرب. لقد سمح صعود جورباتشوف إلى السلطة في الاتحاد السوفييتي عام 1985 له بتوسيع الحريات السياسية في الداخل، مما أدى إلى سقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية عام 1989 وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991.في أوروبا الشرقية، سحق الاتحاد السوفييتي الثورة المجرية في عام 1956 وغزا تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 لتعزيز حكمه، واستخدم الجانبان المساعدات الاقتصادية لمحاولة كسب ولاء دول عدم الانحياز.
<ص> ومع تقدم الحرب الباردة، استمرت استراتيجيات المواجهة بين القوتين العظميين في التغير. على سبيل المثال، بينما كانت الولايات المتحدة تكبح جماح عملياتها العسكرية ضد الاتحاد السوفييتي، فقد شجعت المساعدات الاقتصادية لتعزيز علاقاتها بالدول الصديقة. مع نهاية الحرب الباردة، تغير المشهد العالمي بشكل كبير، وأصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة. لكن تأثير الحرب الباردة لا يزال قائما حتى اليوم، وقد ترك أثرا عميقا على السياسة والاقتصاد العالميين. <ص> مع تقدم التاريخ، كيف يؤثر إرث الحرب الباردة على العلاقات الدولية اليوم؟استخدم الكاتب جورج أورويل مصطلح "الحرب الباردة" لأول مرة في مقال كتبه عام 1945، لوصف عالم يعيش تحت تهديد الحرب النووية.