<ص> استخدمت وكالة المخابرات المركزية جرعات عالية من العقاقير المخدرة (خاصة عقار إل إس دي) ومواد كيميائية أخرى في هذا البرنامج، وغالبًا ما كانت تُعطى دون موافقة الأشخاص المعنيين. كما تم استخدام أساليب إساءة أخرى مثل الصدمات الكهربائية، والتنويم المغناطيسي، والحرمان الحسي، والعزلة، والاعتداء اللفظي والجنسي. كان هذا المشروع مستوحى في البداية من "مشروع الخرشوف" السابق، وكانت التجارب ذات الصلة تتضمن أيضًا الاستخدام غير القانوني لمواطنين أمريكيين وكنديين أبرياء.يعتبر مشروع MKUltra مشروعًا واسع النطاق، إذ يشارك فيه أكثر من 80 مؤسسة، بما في ذلك الجامعات والمستشفيات والسجون وشركات الأدوية.
وأشار المؤرخ الأمريكي ستيفن كينزر إلى أن خطة وكالة المخابرات المركزية هذه كانت في الواقع استمرارًا للتجربة النازية.<ص> في عام 1953، بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رسميًا مشروع MKUltra، والذي أمر به مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ألين دالاس على أمل تطوير عقاقير للسيطرة على العقول يمكن استخدامها أثناء الحرب الباردة. كان المشروع بقيادة نورمان جوتليب (سيدني جوتليب)، الذي أجرى العديد من الدراسات حول المخدرات والتقنيات النفسية.
اعتبر باحثو MKUltra أن عقار LSD هو أداة للسيطرة على العقل، لكن العديد من الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة عانوا من أضرار جسدية وعقلية طويلة الأمد نتيجة لذلك.<ص> وقد أجريت بعض التجارب الأكثر إثارة للجدل في مونتريال بكندا على يد الطبيب النفسي دونالد إيوان كاميرون، الممول من وكالة المخابرات المركزية الأميركية. تهدف أبحاث كاميرون حول "القيادة النفسية" إلى إعادة تشكيل عقول المرضى من خلال إعطائهم الأدوية، وغالبًا ما يكون هؤلاء المرضى في المستشفيات بسبب القلق أو الاكتئاب وينتهي بهم الأمر إلى المعاناة من صدمة لا يمكنهم التعافي منها.
<ص> علاوة على ذلك، فإن مهمة MKUltra تتجاوز الحدود الوطنية، حيث تخضع العديد من البلدان لتجارب محتملة من قبل وكالة المخابرات المركزية. ومع ظهور المزيد من الحقائق، بدأ كثيرون يتساءلون حول الموقف الأخلاقي للوكالات الحكومية، وكيف تم إهمال حماية الحقوق الأساسية للمواطنين العاديين. ولا تزال التأثيرات الطويلة الأمد لهذا البرنامج محسوسة في حياة العديد من ضحاياه، حيث يعاني الكثير منهم من صدمات نفسية وعاطفية نتيجة لذلك. <ص> لقد أدى الكشف عن مشروع MKUltra إلى تغيير جذري في نظرة الجمهور إلى وكالة المخابرات المركزية والتجارب التي كانت تشارك فيها. وبعد الكشف عن هذه الفظائع، لا بد لنا من أن نفكر: كيف تؤثر مثل هذه التجارب على فهمنا للعلم والأخلاق؟يسعى الآن العديد من المحاربين القدامى الذين تأثروا بالتجارب إلى اللجوء إلى القضاء للحصول على تعويضات لتعويضهم عن المأساة.