الحقيقة حول مشروع MKUltra: كيف أجرت وكالة المخابرات المركزية تجارب على البشر؟

<ص> خلال الأيام المظلمة من الحرب الباردة، أطلقت وكالة المخابرات المركزية برنامجًا سريًا يسمى MKUltra لتطوير عقاقير يمكن استخدامها للاستجواب والتلاعب النفسي. منذ إطلاقه عام 1953، استخدم البرنامج أساليب مختلفة للتلاعب بالحالات النفسية للأفراد وأجرى العديد من التجارب التي انتهكت حقوق الإنسان. وقد أثارت تصرفات وكالة المخابرات المركزية إدانة عامة شديدة، حيث أشار العديد من المنتقدين إلى أن البرنامج تجاهل بوضوح حق الأشخاص في الموافقة وكان له تأثير تآكلي على المبادئ الديمقراطية. تم التوقف في نهاية المطاف عن إنتاج MKUltra في عام 1973.

يعتبر مشروع MKUltra مشروعًا واسع النطاق، إذ يشارك فيه أكثر من 80 مؤسسة، بما في ذلك الجامعات والمستشفيات والسجون وشركات الأدوية.

<ص> استخدمت وكالة المخابرات المركزية جرعات عالية من العقاقير المخدرة (خاصة عقار إل إس دي) ومواد كيميائية أخرى في هذا البرنامج، وغالبًا ما كانت تُعطى دون موافقة الأشخاص المعنيين. كما تم استخدام أساليب إساءة أخرى مثل الصدمات الكهربائية، والتنويم المغناطيسي، والحرمان الحسي، والعزلة، والاعتداء اللفظي والجنسي. كان هذا المشروع مستوحى في البداية من "مشروع الخرشوف" السابق، وكانت التجارب ذات الصلة تتضمن أيضًا الاستخدام غير القانوني لمواطنين أمريكيين وكنديين أبرياء.

أصل وخلفية المشروع

<ص> تعود جذور MKUltra إلى ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أجرى العلماء النازيون سلسلة من التجارب المروعة على البشر في معسكرات الاعتقال مثل أوشفيتز وداخاو. صُممت هذه التجارب بهدف تطوير ما يسمى بـ "أمصال الحقيقة" التي يمكنها أن تزيل إرادة الأشخاص أثناء الاستجواب. وكانت هذه التجارب المبكرة هي التي أدت في نهاية المطاف إلى الاهتمام العميق في أميركا بالتلاعب النفسي. وبحلول أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، بدأت وكالة المخابرات المركزية في إجراء أبحاث ذات صلة، على الرغم من أن التفاصيل المحددة لهذه المشاريع ظلت سرية إلى حد كبير.

وأشار المؤرخ الأمريكي ستيفن كينزر إلى أن خطة وكالة المخابرات المركزية هذه كانت في الواقع استمرارًا للتجربة النازية.

<ص> في عام 1953، بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رسميًا مشروع MKUltra، والذي أمر به مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ألين دالاس على أمل تطوير عقاقير للسيطرة على العقول يمكن استخدامها أثناء الحرب الباردة. كان المشروع بقيادة نورمان جوتليب (سيدني جوتليب)، الذي أجرى العديد من الدراسات حول المخدرات والتقنيات النفسية.

الأساليب والوسائل التجريبية

<ص> في برنامج MKUltra، استخدمت وكالة المخابرات المركزية مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية بما في ذلك عقار إل إس دي، والباربيتورات، وغيرها من المخدرات المخدرة. في كثير من الأحيان، يتم إعطاء المرضى المخدرات دون علمهم؛ على سبيل المثال، أُجبر أحد المرضى العقليين على تناول عقار إل إس دي لمدة 174 يومًا متتاليًا. ولم تُجرى هذه التجارب على المرضى العقليين فحسب، بل أُجريت أيضاً على مواطنين عاديين، وعسكريين، وغيرهم من الأفراد غير الموافقين. وبحسب وثائق وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كان حجم هذه التجارب صادماً.

اعتبر باحثو MKUltra أن عقار LSD هو أداة للسيطرة على العقل، لكن العديد من الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة عانوا من أضرار جسدية وعقلية طويلة الأمد نتيجة لذلك.

<ص> وقد أجريت بعض التجارب الأكثر إثارة للجدل في مونتريال بكندا على يد الطبيب النفسي دونالد إيوان كاميرون، الممول من وكالة المخابرات المركزية الأميركية. تهدف أبحاث كاميرون حول "القيادة النفسية" إلى إعادة تشكيل عقول المرضى من خلال إعطائهم الأدوية، وغالبًا ما يكون هؤلاء المرضى في المستشفيات بسبب القلق أو الاكتئاب وينتهي بهم الأمر إلى المعاناة من صدمة لا يمكنهم التعافي منها.

الإفصاح العام والتأثير اللاحق

<ص> حوالي عام 1975، مع تقارير لجنة الكنيسة ولجنة روكفلر، بدأت العديد من تفاصيل برنامج MKUltra في الظهور للعلن، مما أثار قلقًا واسع النطاق ونقاشًا حول شفافية وكالة المخابرات المركزية. ومع ذلك، أمر مدير وكالة المخابرات المركزية ريتشارد هيلمز بتدمير جميع ملفات MKUltra منذ وقت مبكر من عام 1973، مما جعل من المستحيل تقريبًا على المحققين الحصول على معلومات كاملة. ولم يتم الكشف عن مجموعة وثائق MKUltra التي تحتوي على 20 ألف وثيقة كانت مخفية عن الأنظار على مدى السنوات العديدة الماضية إلا في عام 1977 بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA).

يسعى الآن العديد من المحاربين القدامى الذين تأثروا بالتجارب إلى اللجوء إلى القضاء للحصول على تعويضات لتعويضهم عن المأساة.

<ص> علاوة على ذلك، فإن مهمة MKUltra تتجاوز الحدود الوطنية، حيث تخضع العديد من البلدان لتجارب محتملة من قبل وكالة المخابرات المركزية. ومع ظهور المزيد من الحقائق، بدأ كثيرون يتساءلون حول الموقف الأخلاقي للوكالات الحكومية، وكيف تم إهمال حماية الحقوق الأساسية للمواطنين العاديين. ولا تزال التأثيرات الطويلة الأمد لهذا البرنامج محسوسة في حياة العديد من ضحاياه، حيث يعاني الكثير منهم من صدمات نفسية وعاطفية نتيجة لذلك.

<ص> لقد أدى الكشف عن مشروع MKUltra إلى تغيير جذري في نظرة الجمهور إلى وكالة المخابرات المركزية والتجارب التي كانت تشارك فيها. وبعد الكشف عن هذه الفظائع، لا بد لنا من أن نفكر: كيف تؤثر مثل هذه التجارب على فهمنا للعلم والأخلاق؟

Trending Knowledge

nan
الأهرامات المصرية ليست مجرد معجزة من الهندسة المعمارية القديمة ، ولكنها أيضًا رمز ثقافي مهم في تاريخ البشرية.أثناء بناء الهرم ، أصبح استخدام المعادن عاملاً حاسماً.سوف يستكشف هذا المقال كيف استخدم الم
سر العقل: كيف يستخدم MKUltra عقار إل إس دي للتحكم في العقل؟
خلال الحرب الباردة، أجرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) برنامجًا تجريبيًا مثيرًا للجدل إلى حد كبير يسمى MKUltra. الغرض من هذا المشروع هو دراسة كيفية استخدام المخدرات المختلفة، وخاصة عقار إ
التجربة المحظورة: ما هي الحقيقة المروعة وراء MKUltra؟
خلال الحرب الباردة، أطلقت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) مشروعًا تجريبيًا غير إنساني يسمى MKUltra، يهدف إلى البحث وتطوير سلسلة من تقنيات التحكم في العقل والأدوية لانتزاع الاعترافات والتحكم ف

Responses