في حياتنا اليومية، يعتبر الأسفلت عادة مادة صلبة ويُستخدم على نطاق واسع في بناء الطرق ومواد العزل المائي. ولكن هل تعلم أن الأسفلت هو في الواقع سائل لزج للغاية؟ ويرجع ذلك إلى خصائصه الفيزيائية الخاصة، وخاصة تأثير التوتر السطحي واللزوجة.
البتومين هو مادة تتكون بشكل أساسي من البوليمرات العضوية ولها لزوجة عالية للغاية. إن خصائصه اللزجة تجعل الأسفلت يبدو وكأنه مادة صلبة في درجة حرارة الغرفة، ولكن في الواقع، عندما يُسمح له بالوقت للتدفق، فإنه يمكن أن يشكل قطرات وحتى التنقيط. تظهر هذه الظواهر بوضوح كيف يمكن لخصائص السائل أن تتحول إلى شكل المادة الصلبة في ظل الظروف القاسية.
يعتبر سلوك تساقط البيتومين مشابهًا لسلوك قطرات الماء بسبب سلوك بنيته الدقيقة الداخلية.
يتميز الأسفلت بدرجة لزوجة عالية للغاية وبالتالي يتدفق ببطء نسبيًا. في ظل ظروف معينة، وخاصة في درجات الحرارة المرتفعة، يصبح الأسفلت أكثر سيولة، وهو أمر بالغ الأهمية لأدائه في التطبيقات الهندسية. في الواقع، يتطلب تكوين قطرات الأسفلت فترة "نوم" طويلة، وهو ما يختلف تمامًا عن سلوك قطرات الماء.
في "تجربة قطرة القطرة" الشهيرة، وضع العلماء القطران في قمع ولاحظوا أنه يتساقط مرة واحدة فقط كل عشر سنوات. وهذا يجعل حدود البيتومين غير واضحة، مما يثير الشك حول التمييز بين الصلب والسائل.
إن سرعة تنقيط الأسفلت بطيئة للغاية، ويمكن قياسها حتى بالعقود.
بالإضافة إلى ذلك، يتأثر تكوين القطرات أيضًا بالعوامل البيئية. على سبيل المثال، يصبح الأسفلت أكثر سيولة عندما ترتفع درجة حرارته، في حين أنه يتصلب عند درجات حرارة منخفضة. ولا تؤثر هذه الخصائص على تطبيق الأسفلت فحسب، بل توفر أيضًا رؤى أعمق في مجال البحث العلمي.
يتأثر سلوك تكوين الأسفلت بالمتغيرات البيئية مثل درجة الحرارة والضغط.
يتحدى سلوك قطرات السائل في الأسفلت فهمنا التقليدي للمواد الصلبة والسائلة. لا تزال خصائص وسلوك البيتومين، عبر مجموعة متنوعة من الدراسات العلمية، تجذب انتباه العلماء، وتوفر فرصًا لا حصر لها للاستكشاف. هل يشير هذا إلى أن فهمنا لشكل المادة يحتاج إلى إعادة تعريف في المستقبل؟