على مسرح البحث العلمي، تعتبر تقنية زراعة الخلايا المعلقة بمثابة ممثل صامت ولكنه لا غنى عنه، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في العديد من التطورات الطبية الحيوية المهمة. تتيح هذه الطريقة الثقافية، من خلال تمكين الخلايا من النمو والتكاثر دون الارتباط بسطح، للباحثين إمكانيات جديدة، وخاصة في مجالات مثل إنتاج الأجسام المضادة وتطوير اللقاحات وعلم الأحياء الخلوية.
لا تعمل تقنية زراعة الخلايا المعلقة على تبسيط العديد من الخطوات التجريبية فحسب، بل تجعل إنتاج الخلايا على نطاق واسع ممكنًا أيضًا.
في عام 1952، قام جورج أوتو جاي ومساعدته ماري كوبيسك بزراعة أول سلالة من الخلايا البشرية الخالدة، وهي خلايا هيلا، والتي تعد معلماً رئيسياً في زراعة الخلايا.
إن طريقة زراعة الخلايا المعلقة أبسط من طريقة زراعة الخلايا المرفقة. يجب أولاً إزالة جميع الخلايا الأولية من الكائن الحي وتفكيكها، ثم تعليقها في وسط ثقافي للزراعة. في العادة، يمكن زراعة خلايا الدم البيضاء بكفاءة في حالة معلقة لأنها موجودة بشكل طبيعي في الدم. ومع ذلك، تحتاج معظم الخلايا الثديية إلى الارتباط بسطح حتى تتمكن من الانقسام، وبالتالي فإن ثقافة التعليق ليست خيارًا مناسبًا لهذه الخلايا.
أثناء زراعة الخلايا المعلقة، من المهم الحفاظ على الخلايا في حالة تعليق، الأمر الذي يتطلب عادةً معدات معينة مثل المحركات المغناطيسية والهزازات.
إن التطبيقات التجارية لثقافات الخلايا المعلقة واسعة للغاية. إن قدرتها على زراعة أعداد كبيرة من الخلايا في حاويات أصغر تجعلها لا يمكن الاستغناء عنها في الإنتاج واسع النطاق للأجسام المضادة والبروتينات العلاجية وغيرها من المواد البيولوجية المهمة. على سبيل المثال، تُستخدم الأجسام المضادة المنتجة باستخدام تقنيات زراعة الخلايا المعلقة على نطاق واسع في علاج السرطان. وتظهر ثقافة الخلايا المعلقة أيضًا نتائج ممتازة في تخمير الخميرة وإنتاج البروتين المعاد التركيب.
إن الابتكارات في تكنولوجيا زراعة الخلايا المعلقة تمكن من إنتاج اللقاحات والأدوية بكفاءة أكبر، وهو ما قد يكون له تأثير كبير على الصحة العامة العالمية.خاتمة لم تُحدث زراعة الخلايا المعلقة ثورة في تطبيق تكنولوجيا زراعة الخلايا فحسب، بل فتحت أيضًا إمكانيات غير محدودة لمستقبل البحث الطبي الحيوي. ومن المؤكد أن تطوير هذه التكنولوجيا يستحق اهتمامنا المستمر. مع تقدم العلم، كيف ستستمر إمكانات زراعة الخلايا المعلقة في تغيير عالمنا؟