يعتبر عالم الفيزياء الكمومية مليئًا بالظواهر الغريبة، ومن المؤكد أن تجربة الحذف الكمومي بالاختيار المتأخر هي واحدة من أكثرها إثارة للاهتمام. لا تتحدى هذه التجربة فهمنا للسببية فحسب، بل إنها تثير أيضًا تفكير الناس حول السفر عبر الزمن. الفكرة الأساسية للتجربة تأتي من تجربة الاختيار المتأخر التي أجراها جون أرشيبالد ويلر، والتي تقدم لنا منظورًا جديدًا تمامًا حول خصائص الموجات والجسيمات في العالم الكمومي.
خلفية تجربة الشق المزدوجتُظهِر تجربة الحذف الكمومي بالاختيار المتأخر أن الفوتونات يمكن أن تكون في حالة تراكب للموجات أو الجسيمات قبل اكتشافها، مما يسمح لملاحظة المراقب بتحديد نتيجة الحدث وحتى الوقت الذي يحدث فيه.
في تجربة الشق المزدوج الأساسية، يتم إطلاق شعاع الليزر بشكل عمودي على جدار يحتوي على شقين متوازيين. عندما يتم وضع شاشة الكشف خلف الشقوق المزدوجة، سيتم ملاحظة نمط تداخل بين الضوء والظلام بالتناوب. تعني هذه الظاهرة أن كل جسيم يمر عبر الشق يبدو وكأنه يمر عبر الشقين في نفس الوقت، مما يسبب تداخلاً مع نفسه، مما يتحدى فهمنا البديهي لكيفية تصرف الأشياء.
الدروس المستفادة من تجارب الحذف الكميومع تقدم الأبحاث، وجد العلماء أنه إذا حصلنا على معلومات حول مسار الجسيمات في العملية الكمومية، فإن نمط التداخل سوف يختفي. تُسمى هذه الظاهرة "تكاملية معلومات المسار"، كما لو أننا عندما نلاحظ أي شق يمر من خلاله الفوتون، فإنها تختار سلوك الجسيم ولا تحتفظ بخصائص الموجة.
إذا قام مراقب بإجراء قياس بعد اكتشاف الفوتون، واختار ما إذا كان يريد حذف معلومات المسار، فسوف يؤثر هذا على الأحداث السابقة.
عندما اكتشف الباحثون مواضع الفوتونات المتشابكة المقابلة لفوتونات الإشارة، وجدوا أن فوتونات الإشارة أظهرت نمط التداخل فقط عندما تمت إزالة معلومات المسار. تظهر هذه النتيجة أنه حتى لو تم الحصول على معلومات المسار فعليًا، فإن الملاحظات التي لم يتم إجراؤها بعد قد تبدو وكأنها "تغير" نتائج الأحداث السابقة، وهو ما يتحدى المفهوم التقليدي للسببية.