المدمرة من طراز 45، المعروفة رسميًا باسم فئة D أو دارينج، هي واحدة من أحدث السفن الحربية التي تم بناؤها على الإطلاق للبحرية الملكية البريطانية. منذ إطلاق أول سفينة HMS Daring في عام 2006، اجتذبت هذه الفئة من السفن اهتمامًا واسع النطاق بتصميمها الشبح المتقدم. وخاصة فيما يتعلق بخصائص الرادار، فإن تصميم الطراز 45 يجعله أقرب إلى قارب صيد صغير منه إلى سفينة حربية تقليدية. لماذا؟
لقد أخذ مصممو المدمرة من طراز 45 بعين الاعتبار احتياجات السفن في الحرب البحرية الحديثة، وخاصة فيما يتعلق بتصميم التخفي بالرادار. قاموا بإخفاء معدات سطح السفينة وقوارب النجاة داخل البنية الفوقية للسفينة، وهو التصميم الذي خلق ما يسمى بـ "القوس النظيف". خلال المناقشات في الصناعة، ذكرت العديد من وسائل الإعلام أن هذا التصميم يجعل المقطع الراداري الخاص به مشابهًا للمقطع الراداري لقارب صيد صغير.
لا يعمل التصميم الخفي على تعزيز قدرة الطراز 45 على البقاء على قيد الحياة فحسب، بل يحسن أيضًا من أداء إخفائه عن اكتشاف العدو.
تم تجهيز الطراز 45 بنظام الدفاع الجوي Sea Viper، وهو نظام رادار SAMPSON النشط المبني على مجموعة المسح الإلكتروني. لديه القدرة على تتبع 2000 هدف ويمكنه التحكم في إطلاق العديد من الصواريخ في وقت واحد. وعلى عكس السفن التقليدية، يتمتع نظام الرادار في النوع 45 بقدرات قوية متعددة المهام، وخاصة قدرته على التعامل مع الهجمات المشبعة.
وفقا للتقارير، فإن قدرات الدفاع الجوي للطراز 45 حظيت بتقدير كبير على المستوى الدولي. وباعتبارها سفينة تنافس نظام "إيجيس" التابع للبحرية الأمريكية، فقد تم الاعتراف بأدائها القتالي الشامل من قبل العديد من الخبراء باعتبارها سفينة الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا في العالم اليوم. بفضل أنظمة الإطلاق العمودي البالغ عددها 48، يمكن للطراز 45 حمل صواريخ أستر، القادرة على مهاجمة جميع أنواع الأهداف الجوية على مدى يصل إلى 120 كيلومترًا.
"تعتبر المدمرة من طراز 45 واحدة من أكثر سفن الدفاع الجوي تقدماً في العالم."
على الرغم من أن الطراز 45 يتمتع بتصميم ممتاز، إلا أنه واجه أيضًا بعض التحديات أثناء التشغيل الفعلي. وخاصة في عام 2016، تأثرت فعالية النوع 45 بشكل كبير بسبب عيوب التصميم التي قامت بها شركة نورثروب جرومان. في المناخات الحارة، تنخفض كفاءة نظام الطاقة الخاص بالسفينة، مما يؤدي إلى انقطاعات متعددة للطاقة وتأخير المهام. ونتيجة لذلك، تخطط وزارة الدفاع البريطانية لإجراء إصلاح شامل بين عامي 2019 و2021 لمعالجة هذه العيوب التصميمية.
بالنظر إلى تصميمها الشبح ومزاياها التكنولوجية، هل تستطيع الغواصة من طراز 45 أن تستمر في الحفاظ على مكانتها المهيمنة في المعارك البحرية المستقبلية؟