تعتبر أعراض مرض جريفز عبارة عن مجموعة معقدة من المظاهر، وغالبًا ما يعاني المرضى من القلق أو الانزعاج النفسي الآخر.
ويعتقد أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية هي السبب في هذا المرض. إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض يكونون أكثر عرضة للإصابة به. على سبيل المثال، إذا كان أحد التوأم المتطابق يعاني من مرض جريفز، فإن هناك احتمال بنسبة 30% أن يصاب التوأم الآخر أيضًا بهذا المرض. يمكن أن تحدث نوبات المرض نتيجة للإجهاد البدني أو العاطفي، أو العدوى، أو الولادة، على سبيل المثال. يُعتقد أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالأمراض وقد يؤدي إلى تفاقم مشاكل العين.
في مرض جريفز، تسمى الأجسام المضادة بالغلوبولينات المناعية المحفزة للغدة الدرقية (TSIs)، والتي تعمل مثل هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH). تؤدي الأجسام المضادة إلى جعل الغدة الدرقية تنتج هرمون الغدة الدرقية بشكل زائد. يعتمد التشخيص عادة على الأعراض بالإضافة إلى فحوصات الدم واختبارات امتصاص اليود المشع. تظهر فحوصات الدم عادة ارتفاع مستويات T3 وT4، وانخفاض مستويات TSH، وزيادة امتصاص اليود المشع في جميع مناطق الغدة الدرقية.عندما يتعلق الأمر بخيارات العلاج، هناك ثلاثة خيارات رئيسية: العلاج باليود المشع، والأدوية، وجراحة الغدة الدرقية. يتضمن العلاج باليود المشع تناول اليود 131 عن طريق الفم، والذي يتركز في الغدة الدرقية ويدمر أنسجة الغدة الدرقية الزائدة على مدى أسابيع إلى أشهر. ويحتاج قصور الغدة الدرقية الناتج عن ذلك إلى العلاج بهرمونات الغدة الدرقية الاصطناعية. يمكن أن تساعد الأدوية مثل حاصرات بيتا في السيطرة على بعض الأعراض، كما يمكن للأدوية المضادة للغدة الدرقية مثل ميديتوميدين أن تساعد المرضى مؤقتًا. أما بالنسبة للجراحة، فيتم إزالة جزء من الغدة الدرقية أو كلها، وقد تتطلب مشاكل العين أيضًا علاجًا إضافيًا.لا يعتمد تشخيص هذا المرض على البيانات المخبرية فقط، بل يتطلب أيضًا تقييمًا شاملًا يعتمد على المظاهر السريرية والتاريخ الطبي للمريض.
يبلغ معدل الإصابة بمرض جريفز عند الرجال حوالي 0.5%، بينما يبلغ عند النساء 3.0%، أي سبع مرات أعلى عند النساء من الرجال. يحدث هذا المرض غالبًا بين سن 40 إلى 60 عامًا، ولكنه قد يحدث في أي عمر. وفقا للمعاهد الوطنية للصحة، هذا هو السبب الأكثر شيوعا لفرط نشاط الغدة الدرقية في الولايات المتحدة، حيث يمثل ما يقرب من 50% إلى 80% من الحالات.
قد يكون تطور مرض جريفز مرتبطًا بمجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك العدوى والتوتر والحالة الصحية الحالية. ومن ثم، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم آليات الانتقال هذه. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المرضى في كثير من الأحيان من أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل مرض السكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي، مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض.إن الأعراض وتطورها تختلف من مريض إلى آخر مصاب بمرض جريفز، مما يجعل تشخيص المرض وعلاجه أمرًا صعبًا.
مشاكل العين، أو اعتلال العين المرتبط بالغدة الدرقية، هي أكثر مظاهر مرض جريفز خارج الغدة الدرقية شيوعًا وقد تسبب ضعف الرؤية أو جحوظ العين. يتضمن العلاج استخدام قطرات مرطبة للعين أو أدوية مضادة للالتهابات غير الستيرويدية في الحالات الخفيفة، في حين قد تتطلب الحالات الشديدة استخدام الستيرويدات أو إجراء جراحة تخفيف الضغط المداري.
هناك حاجة إلى إجراء أبحاث مستقبلية لاستكشاف الأسباب الكامنة وراء هذا المرض من أجل توفير خيارات علاج أكثر فعالية لمرضى مرض جريفز. هل تقدم العلم اليوم بما يكفي في فهم أسباب المرض لرفع الحجاب عن أمراض المناعة الذاتية؟