تسبب فيروس نيباه، وهو فيروس ينتشر عن طريق الخفافيش، في عدد من حالات تفشي المرض المثيرة للقلق منذ اكتشافه لأول مرة في عام 1998، وخاصة في جنوب شرق آسيا. إن ظهور أنماط فيروس نيباه وانتقاله، وهو فيروس شبيه بالجذع مميت للغاية، يسلط الضوء على المخاطر التي يشكلها الاتصال المتزايد بين البشر والحياة البرية. ستستعرض هذه المقالة أول ظهور لفيروس نيباه وتأثيره والتهديد الصحي العالمي المحتمل. ص>
ينتمي فيروس Nipah إلى جنس Henivirus، وهو نفس تصنيف فيروس Hendra. إن جينوم هذا الفيروس عبارة عن حمض نووي ريبوزي أحادي الجديلة سلبي الاتجاه يزيد طوله عن 18 كيلو بايت، وهي ميزة تميزه عن الفيروسات المخاطانية الأخرى في نطاقه. تختلف الفيروسات في الشكل، ولها قفيصة نووية حلزونية، وتنتج مجموعة متنوعة من البروتينات الهيكلية التي تعتبر ضرورية لكيفية إصابة الخلايا المضيفة. ص>
المستقبلات الرئيسية لفيروس Nipah هي Ephrin B2 وB3. إن توزيع هذه المستقبلات في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان معقد للغاية، وهي نشطة للغاية بشكل خاص في مناطق معينة من الجزء الأمامي من الدماغ. ص>
ظهر فيروس نيباه لأول مرة في مزارع الخنازير الماليزية في عام 1998، مما أدى إلى تفشي الأمراض العصبية والجهاز التنفسي، مما أدى إلى إصابة 265 شخصًا ووفاة 108 أشخاص. وتفاقم الوباء بسرعة كبيرة لدرجة أنه تم ذبح أكثر من مليون خنزير في جميع أنحاء البلاد في محاولة للسيطرة على انتشار المرض. تم الخلط في البداية بين تفشي المرض والتهاب الدماغ الياباني، لكن الأطباء وجدوا أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم لم يكونوا محميين. ص>
يأتي اسم فيروس نيباه من نهر سنغافورة (سونجاي نيباه) في ماليزيا، حيث تم عزل فيروس نيباه لأول مرة من الحالات البشرية. ص>
حدثت أولى حالات تفشي المرض بشكل رئيسي في ماليزيا وسنغافورة، كما تم الإبلاغ عن حالات لاحقة في بنجلاديش والهند وأماكن أخرى. ووفقا للتقارير الأخيرة، عادت حالات فيروس نيباه إلى الظهور في الهند منذ عام 2023، مما أدى إلى العديد من الوفيات، مما يدل على أن الفيروس لا يزال يمثل تهديدا مستمرا. ص>
تشمل الأعراض المبكرة لعدوى فيروس نيباه الحمى والصداع وآلام العضلات وما إلى ذلك، والتي قد تتطور لاحقًا إلى أعراض أكثر خطورة مثل الدوخة والغيبوبة والتهاب الدماغ الحاد. هذه التغييرات في الأعراض تجعل التشخيص المبكر والعلاج أمر بالغ الأهمية. ص>
مع تطور الوباء، تتطور أعراض فيروس نيباه من التهاب الدماغ إلى أمراض الجهاز التنفسي، مما يزيد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر ويشير إلى احتمال وجود سلالات أكثر خطورة من الفيروس. ص>
يتم تصنيف فيروس نيباه على أنه أحد مسببات الأمراض من الفئة C وفقًا لتقييم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى البحث في طرق انتقاله وتأثيراته المحتملة. ولا يمكن تجاهل المخاطر الناشئة عن عولمة السفر والتجارة. وفي بيئة تغير المناخ الأخيرة، أصبح منع حدوث الأوبئة أكثر تعقيدا، وقد أدت عوامل مختلفة، مثل التوسع الزراعي والتحضر، إلى زيادة احتمال تعرض الناس لفيروس نيباه إلى حد ما. ص>
في الوقت الحالي، لم يتم بعد تطوير أدوية ولقاحات متخصصة ضد فيروس نيباه، مما يجعل الأمر صعبًا بشكل خاص على الوحدات الطبية أثناء تفشي المرض. وينص مخطط منظمة الصحة العالمية للبحث والتطوير بوضوح على ضرورة التعجيل بتطوير أدوات التشخيص واللقاحات. على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن أن الريبافيرين يقلل معدل الوفيات، إلا أن الدراسات التجريبية لم تتوصل إلى استنتاجات واضحة. ص>
بالنظر إلى تاريخ فيروس نيباه، لا يسعنا إلا أن نفكر في كيفية منع حدوث أوبئة مماثلة بشكل فعال مرة أخرى في المستقبل مع تغير البيئة العالمية. ص>