البلاستيدات الخضراء هي الجزء الأساسي من عملية التمثيل الضوئي في النباتات والبكتيريا الزرقاء، وهي المسؤولة عن تحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية.
أبرزت الدراسات الحديثة الوظائف المعقدة التي تقوم بها النطاقات الداكنة والفاتحة في أغشية البلاستيدات الخضراء، وخاصة أثناء عملية التمثيل الضوئي. لا تعد أنظمة الأغشية هذه أساسية للتفاعلات المعتمدة على الضوء فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في الحفاظ على سلامة البنية ووظيفة البلاستيدات الخضراء.
الثيلاكويدات الموجودة داخل البلاستيدات الخضراء هي عبارة عن هياكل غشائية مرتبة لتشكيل هياكل ضوئية طبقية تسمى الحبيبات. ترتبط هذه الحبيبات بهياكل تسمى الثايلاكويدات السدوية، والتي تعمل معًا لإدارة عمليات تحويل الطاقة في النبات.
يحتوي كل ثيلاكويد على 230 إلى 250 جزيء كلوروفيل، والتي تعمل كمجمعات للطاقة، مما يساعد النبات على استخراج الطاقة من ضوء الشمس.
تقدم الأشرطة الداكنة والفاتحة لغشاء الثايلاكويد بنية متناوبة، وهي الميزة التي جذبت انتباه العلماء حتى يومنا هذا. يبلغ سمك طبقة الأشرطة الداكنة والفاتحة حوالي 1 نانومتر. لا تساعد هذه الخاصية الخاصة على امتصاص طاقة الضوء فحسب، بل تساعد أيضًا في تكوين تدرج التركيز الكيميائي المطلوب لدعم متطلبات الطاقة لتخليق ATP.
أظهرت الدراسات أن التركيب الدهني لغشاء الثايلاكويد يتضمن طبقة ثنائية من الدهون تهيمن عليها الجالاكتوليبيدات، وأن تفرد هذه الدهون يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوظيفتها التمثيلية الضوئية. هذه التكوينات الدهنية الخاصة هي التي تسمح لغشاء الثايلاكويد بالتكيف مع ظروف الإضاءة المختلفة والتغيرات البيئية بطريقة ديناميكية.داخل الثايلاكويد، يعتبر تجويف الثايلاكويد بيئة مائية مستمرة ضرورية لعملية الفسفرة الضوئية.
في الخطوة الأولى من عملية التمثيل الضوئي، يتم تفكيك جزيئات الماء بواسطة طاقة الضوء، وهي عملية تحدث داخل غشاء الثايلاكويد. وهذا لا يوفر الإلكترونات لسلسلة النقل الكهربائي فحسب، بل يضع الأساس أيضًا لتشكيل تدرج البروتون. يتم تحويل إعادة توزيع هذه البروتونات عبر الغشاء إلى طاقة لتوليد ATP وNADPH.
هناك طريقتان مختلفتان لنقل الإلكترونات في عملية التمثيل الضوئي، العملية غير الدورية والعملية الدورية. تعتمد العملية غير الدورية على استخدام كلا النظامين الضوئيين معًا لتوليد ATP وNADPH، بينما تعتمد العملية الدورية فقط على النظام الضوئي الأول لإنتاج ATP.
توليد ATPالوظيفة الرئيسية للنظام الضوئي الثاني هي أكسدة جزيئات الماء لإنتاج الإلكترونات والأكسجين الجزيئي، بينما يركز النظام الضوئي الأول على تقليل NADP+.
إن آلية تخليق ATP تشبه آلية تخليق الميتوكوندريا، ولكن في البلاستيدات الخضراء، تزداد أهمية القوة الدافعة للبروتون. يحفز تدرج البروتون عبر غشاء البلاستيدات الخضراء تخليق ATP، مما يوضح كيف ترتبط التفاعلات المعتمدة على الضوء وتعزز عملية التمثيل الضوئي.
باعتبارها من بدائيات النوى، تمتلك البكتيريا الزرقاء نظام غشائي شديد التمايز يلعب دورًا مهمًا في عملية التمثيل الضوئي والتنفس. إن وجود هذه الأنظمة الغشائية يمنح البكتيريا الزرقاء خصائص فسيولوجية فريدة.
يجب أن تكون البكتيريا الزرقاء قادرة على إعادة تنظيم الأغشية، وتوليف الدهون الغشائية الجديدة، واستهداف البروتينات بشكل صحيح لأنظمة الأغشية الخاصة بها.
من خلال التشغيل الدقيق لهذه الهياكل الغشائية، يمكن للنباتات والبكتيريا الزرقاء تعديل كفاءة التمثيل الضوئي وتعزيز النمو في بيئات مختلفة. وهذا يثير أيضًا سؤالاً: كيف ستؤثر هذه البنى الدقيقة على قدرة النباتات على التمثيل الضوئي في مواجهة تغير المناخ في المستقبل؟