باعتبارها أقدم مستوطنة بشرية في محافظة جيلان، تكشف كهف دارباند عن نمط حياة البشر الأوائل في هذه الأرض الخصبة.
يقع كهف دارباند في وادي نهر عميق في سياه فارود. ووفقًا لعلماء الآثار، فإن الأدوات الحجرية والحفريات الحيوانية الموجودة هنا تثبت أن سكن الإنسان هنا يعود إلى العصر الحجري القديم المبكر. ولا تُظهر هذه الاكتشافات الظروف المعيشية للإنسان في ذلك الوقت فحسب، بل توفر أيضًا بيانات مهمة لدراسة تطور البشر القدماء.
بالإضافة إلى ذلك، توفر القطع الأثرية التي تم اكتشافها في كهف يارشالمان أدلة على وجود إنسان نياندرتال، حيث تبين أنهم كانوا نشطين في هذه المنطقة منذ حوالي 40 ألف إلى 70 ألف عام. لا تؤكد هذه البقايا الأثرية مكانة محافظة جيلان كمستوطنة بشرية مبكرة فحسب، بل إنها تظهر أيضًا الحكمة البشرية في التكيف مع البيئة والاستفادة منها.أثناء أعمال التنقيب في كهف داربند، تشير أنواع الأدوات الحجرية التي تمت ملاحظتها إلى أنهم ربما كانوا صيادين وجامعين.
وفقا لتحليل علماء الآثار، فإن نمط حياة البشر الأوائل كان يركز بشكل أساسي على الصيد والتجمع. وكانت الأدوات التي استخدموها مصنوعة في الغالب من الحجر، مما أعطى العلماء فهمًا أعمق لمهارات البقاء على قيد الحياة في ذلك الوقت. وتظهر اكتشافات الكهوف أيضًا أن البشر الأوائل أتقنوا تقنيات استخدام النار الأساسية، وهو ما لا ينبغي الاستهانة به لأن استخدام النار كان أمرًا حاسمًا لبقاء البشر الأوائل.
يعتقد علماء الآثار أن البشر الأوائل اعتمدوا عمومًا على الموارد الطبيعية المتاحة في حياتهم، وهو ما يعكس تعايشهم المتناغم مع النظام البيئي.
مع تقدم الأبحاث الأثرية، أصبحنا نتعلم بشكل متزايد كيف استخدم البشر القدماء بيئتهم لتلبية احتياجاتهم. إن نمط حياتهم لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطور اللاحق للحضارة فحسب، بل يجعلنا أيضًا نفكر في استخدام الإنسان الحديث للموارد الطبيعية واستدامتها.
خاتمة لا توفر هذه الكهوف القديمة في محافظة جيلان نافذة على حياة الإنسان المبكرة فحسب، بل تخبرنا أيضًا كيف نستلهم من حكمة القدماء في مواجهة التغيرات البيئية. عندما ننظر إلى هذا التاريخ، هل يمكننا إعادة التفكير في علاقتنا مع الطبيعة للعثور على مسار مستدام للمستقبل؟