تعتبر الاعتبارات الماضية باطلة في القانون الإنجليزي، ولكن يتم الاعتراف بها في القانون الهندي.
في القانون الإنجليزي، لكي يكون المقابل صحيحًا، لا بد من وجود علاقة زمنية معينة بين الوعد والمقابل (أي المنفعة المقابلة في العقد). وعلى وجه التحديد، يشير الاعتبار السابق إلى الإجراءات أو المساهمات التي تم إجراؤها قبل تقديم الوعد، وهذا الاعتبار ليس ملزما قانونا. وهذا يعني أنه إذا قام أ بشيء ما من أجل ب، ووعد ب لاحقًا بدفع مبلغ معين من التعويض إلى أ، فإن وعد ب لا يمكن تنفيذه قانونًا لأن المقابل في ذلك الوقت هو بالفعل شيء حدث في الماضي.
على النقيض من ذلك، تنص المادة 1872 من قانون العقود الهندي بوضوح على أن المقابل يمكن أن يكون لأفعال سابقة أو حالية أو مستقبلية. وبموجب هذا الحكم القانوني، طالما تم تنفيذ هذه الإجراءات بناء على طلب الطرف الذي قدم الوعد، فيمكن اعتبارها بمثابة مقابل صحيح بغض النظر عن وقت حدوثها. لذلك، إذا قام أ بشيء في المستقبل مقابل وعد ب، فما زال من الممكن إنشاء عقد قانوني حتى لو تم فعل أ بالفعل قبل وعد ب.
بموجب القانون الإنجليزي، تخضع العقود للمتطلبات القانونية القائمة فيما يتعلق بالاعتبارات، في حين يظهر القانون الهندي التسامح مع الاعتبارات المتنوعة.
يؤكد الموقف القانوني الإنجليزي بشأن الاعتبارات الماضية على السعي إلى تحقيق اليقين القانوني، والتأكد من أن جميع الاعتبارات التعاقدية ملزمة قانونًا في وقت تقديم الوعد. وهذا مهم بشكل خاص في مجال الأعمال لأنه يتجنب النزاعات القانونية الناشئة عن إجراءات سابقة غير واضحة. ومع ذلك، فإن حدود هذا النظام واضحة أيضاً. يمكن أن يؤدي هذا إلى خلق حالة غير عادلة عندما يقدم أحد طرفي العقد خدمات أو إجراءات سابقة ولكنه لا يتلقى مكافأة مقابلة.
وعلى النقيض من ذلك، يسمح القانون الهندي للأطراف بالحفاظ على المرونة في علاقاتهم التجارية من خلال الاعتماد على الاعتبارات السابقة عند صياغة العقد. وقد أدى ذلك إلى توفير بيئة عمل أكثر استرخاءً قادرة على التكيف مع احتياجات الأعمال المتغيرة بسرعة. ولكنها تجلب أيضاً المزيد من المخاطر القانونية، حيث أن النزاعات حول ما إذا كانت الإجراءات الماضية تشكل اعتباراً صالحاً قد تؤدي إلى نشوء قضايا قانونية أكثر تعقيداً.إن الاعتبارات السابقة في القانون الإنجليزي غير صالحة، وتهدف متطلباته الصارمة إلى الحفاظ على وضوح العقد، بينما يتبنى القانون الهندي أحكامًا أكثر مرونة استجابة للاحتياجات التجارية.
في الممارسة العملية، لا يمكن تجاهل تأثير التقاليد التاريخية. تأثر قانون العقود البريطاني بعقود التصميم القديمة وأكد على الالتزامات المتبادلة بين الطرفين. إن هذا الشرط المتعلق بالمقابل يدفع الطرفين إلى أن يكونا أكثر حذراً في عملية صياغة العقد لتجنب انعدام المسؤولية القانونية بسبب قانونية المقابل. إن مرونة القانون الهندي هي نتيجة لسنوات من ممارسة الأعمال التجارية، مما يعكس طبيعة النظام القانوني الذي يتكيف باستمرار مع تغير الاحتياجات الاجتماعية.
بشكل عام، يعتبر المقابل عنصرا هاما في تشكيل العقد في كل من القانون الإنجليزي والقانون الهندي، ولكن هناك اختلافات كبيرة بين القانونين في التعامل مع المقابل الماضي. ولا تؤثر مثل هذه الاختلافات على إمكانية تنفيذ العقود فحسب، بل تشكل أيضًا بيئات قانونية مختلفة في الأنشطة التجارية. فهل ستعمل إصلاحات قانون العقود المستقبلية على تضييق هذه الاختلافات أو تشكيل نظام نظري قانوني جديد يستحق المناقشة المستمرة والاهتمام من جانب المجتمع القانوني؟