<ص> وقد تفاقم تدمير بنية الأسرة خلال فترة إعادة الإعمار وقوانين جيم كرو، عندما أصبحت الأسر ذات الوالد الوحيد شرعية ومقبولة اجتماعيا. في الفترة من 1965 إلى 1991، ارتفعت نسبة الأطفال المولودين خارج إطار الزواج بين الأميركيين من أصل أفريقي بشكل كبير، مما يدل على أن الأسر ذات الوالد الوحيد لم تعد تُرى باعتبارها ظاهرة هامشية بل أصبحت جزءاً من الثقافة.لقد توفي العديد من الأميركيين الأفارقة البارزين، مثل والد مالكولم إكس، إيرل ليتل، ووالد إيميت تيل، لويس تيل، عندما قُتل آباؤهم بعنف. وقد نشأ على يد والدته وأصدقاء آخرين من العائلة.
<ص> اليوم، أصبحت الأسر ذات الوالد الوحيد تتكون في المقام الأول من النساء، مما يعزز دور المرأة في المجتمع الأمريكي الأفريقي. في كثير من الأحيان تصبح الجدة والقريبات الأخريات الداعمين الرئيسيين ومقدمي الرعاية للأسرة. وتولي هذه الأسر أهمية أكبر للروابط العاطفية والدعم الاجتماعي، مما يشكل شبكات مجتمعية قوية ومرنة. <ص> اقترح أندرو بيلينجسلي، عالم الاجتماع بجامعة كامبريدج، اثني عشر نوعًا من هياكل الأسرة الأمريكية من أصل أفريقي، والتي تشمل الأسر النووية، والأسر الممتدة، والأسر ذات الوالد الوحيد، وما إلى ذلك، مما يعكس التنوع الثقافي والتعقيد. تسلط هذه الأنواع المختلفة من العائلات الضوء على كيفية تكيف الأمريكيين من أصل أفريقي وبقائهم في مواقف اجتماعية مختلفة.وفقا للتقرير، في عام 1965، كان 25% من الأميركيين من أصل أفريقي لديهم أطفال خارج إطار الزواج؛ وبحلول عام 1991، ارتفع هذا العدد إلى 68%.
تشير أبحاث بيلينجسلي إلى أن البنى التحتية الاقتصادية والعاطفية والثقافية والاجتماعية تلعب أدوارًا حاسمة في الأسر الأمريكية الأفريقية، مما يساعد في تفسير كيفية تعامل هذه الأسر مع التحديات الخارجية.<ص> في الثقافة الأمريكية الأفريقية، فإن تعريف وتكوين الأسرة له آثار سياسية وقانونية عميقة. ونتيجة للتفاوتات الاجتماعية التاريخية والصعوبات الاقتصادية، تواجه العديد من الأسر الأمريكية من أصل أفريقي هياكل اجتماعية مختلفة تستبعد الآباء من الأسرة، وينشأ العديد من الأطفال بدون آبائهم. وتنعكس آثار هذه الظاهرة على سلوك الأطفال الاجتماعي ورضاهم عن الحياة. <ص> وبحسب دراسة أجريت عام 2002، فإن معدلات غياب الآباء الأميركيين من أصل أفريقي عن رعاية الأطفال أعلى بكثير من نظرائهم البيض، وهو ما شكل تحدياً لبنية العديد من الأسر الأميركية من أصل أفريقي. ومع تغير المجتمع، ظهرت روح الأبوة المشتركة والاعتماد على الجيران والمجتمعات، الأمر الذي أكد بشكل أكبر على إرادة الشعب الأمريكي من أصل أفريقي في السعي للحصول على الدعم الجماعي في الأوقات الصعبة. <ص> على الرغم من أن الأسر ذات الوالد الوحيد في الثقافة الأمريكية الأفريقية قد خضعت للعديد من التطورات، إلا أنها لعبت دائمًا دورًا مهمًا كنظام دعم لا غنى عنه للنضالات الاجتماعية والتطور الشخصي. هذه المنازل ليست مجرد أماكن ينشأ فيها الأطفال، بل هي في كثير من الأحيان تعبير عن العدالة الاجتماعية والتغيير. <ص> مع تغير هياكل الأسرة الأمريكية الأفريقية، ربما نرغب في التفكير في كيفية تأثير دور الأسرة ذات الوالد الوحيد في مجتمع اليوم على وجهات نظرنا الثقافية والاجتماعية الشاملة.