يشير بطء ضربات القلب، والذي يُسمى أيضًا نظم القلب البطيء، عادةً إلى معدل ضربات قلب أثناء الراحة أقل من 59 نبضة في الدقيقة (BPM). مع تقدمهم في السن، يجد العديد من كبار السن أنفسهم يعانون من هذه الحالة، مما أثار قلقًا واسع النطاق في المجتمع الطبي. لماذا تحدث هذه الظاهرة بشكل متكرر عند كبار السن؟ يرتبط هذا ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات الفسيولوجية وصحة القلب ونمط الحياة.
مع التقدم في السن، والتغيرات الفسيولوجية في القلب وأمراض القلب الكامنة تجعل كبار السن أكثر عرضة لملاحظة بطء ضربات القلب.
القلب البشري هو عضلة متخصصة تتكون من الخلايا العضلية القلبية التي لديها القدرة على الحفاظ على جهد سلبي في حالة الراحة وتوليد ضربات القلب من خلال انتشار إمكانات الفعل. مع تقدمنا في السن، قد يتضرر نظام التوصيل الكهربائي للقلب أو يصبح أقل كفاءة، مما يؤدي إلى انخفاض معدل ضربات القلب.
يمكن أن تؤدي أمراض القلب الشائعة لدى كبار السن، مثل تصلب الشرايين وأمراض صمام القلب وتليف أنسجة القلب، إلى بطء معدل ضربات القلب. وخاصة لدى كبار السن، يمكن أن يؤدي الانسداد الأذيني البطيني، وهي حالة يتم فيها حظر الإشارات الكهربائية التي تمر عبر العقدة الأذينية البطينية، إلى تباطؤ ضربات القلب.
مع انخفاض وظيفة القلب، قد يتباطأ معدل ضربات القلب، مما قد يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ والرئتين والعضلات.
بالإضافة إلى التغيرات الفسيولوجية، يعاني العديد من كبار السن من أمراض أخرى وبالتالي يحتاجون إلى تناول الأدوية. يمكن لبعض الأدوية الشائعة، مثل حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم، أن تتسبب في تباطؤ معدل ضربات القلب. وهذا يجعل من السهل على كبار السن تطوير معدل ضربات قلب بطيء دون فحص طبي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عوامل نمط الحياة مثل قلة ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي غير المتوازن والضغوط النفسية هي عوامل محتملة تؤثر على معدل ضربات القلب لدى كبار السن. كل هذا قد يساهم في تباطؤ معدل ضربات القلب، وهو أمر سيئ للغاية لصحة القلب.
قد تختلف أعراض بطء ضربات القلب من شخص لآخر. فعندما يعلم كبار السن أنهم يعانون من بطء ضربات القلب، فقد يشعرون بعدم الراحة مثل التعب وضيق التنفس والدوار. وبما أن هذه الظواهر قد تحدث ببطء، فقد لا يلاحظ العديد من كبار السن على الفور التغيرات في معدل ضربات القلب ولا يسعون للحصول على عناية طبية حتى تظهر أعراض أكثر وضوحا.
أثناء عملية التشخيص، يستخدم الأطباء عادةً تخطيط كهربية القلب (ECG) لمراقبة معدل ضربات القلب وتقييم الأعراض المحددة للمريض.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة لبطء القلب الناجم عن تناول الأدوية، قد يفكر الأطباء في تعديل الدواء أو اختيار أنواع أخرى من الأدوية لإدارته، اعتمادًا على حالة المريض المحددة.
ومع ذلك، فإن ظاهرة بطء ضربات القلب لدى كبار السن لا تزال تستحق اهتمامنا: كيف يمكننا حماية صحة القلب بشكل أفضل في الحياة لتقليل حدوث مثل هذه المشاكل؟