"بين العديد من البلدان المتقدمة، كان التنقل الاقتصادي بين الأجيال في الولايات المتحدة أقل بكثير مما هو عليه في البلدان الأخرى في السنوات الأخيرة."
وفقا لدراسات متعددة، فإن الأطفال في الولايات المتحدة ليسوا حاليا أكثر قدرة على التحرك اقتصاديا من الأطفال في البلدان الأخرى. وأظهرت الدراسة أن 42% من الأطفال من الخمس الأدنى من الدخل ظلوا في تلك الشريحة من الدخل، في حين ظل 39% من الأطفال من الخمس الأعلى في الشريحة العليا. وتؤدي هذه الظاهرة إلى خلق ارتباط إيجابي قوي بين الآباء والأبناء على مستويات الدخل المختلفة، مما يجعل من المستحيل على العديد من الأطفال تحقيق التحسن الذاتي الاقتصادي. ص>
لقد لعب تماسك الطبقات الاجتماعية وتأثير البيئة الجغرافية دوراً هاماً في تقييد الحراك الاقتصادي. في بعض المجتمعات، يؤدي نقص الموارد وانخفاض مستويات التعليم بشكل عام إلى صعوبة حصول الأطفال على الدعم الذي يحتاجون إليه لتحسين وضعهم الاقتصادي. ص>
"إذا نشأ طفل ولد في حي منخفض الدخل في حي مرتفع الدخل، فقد يزيد دخل أسرته بمقدار 635 ألف دولار."
لطالما اعتُبر التعليم طريقًا مهمًا للتنقل الاقتصادي، ولكن لسوء الحظ، لا تزال الخلفية العائلية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد النجاح التعليمي. إن العديد من الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض غير قادرين على الحصول على تعليم عالي الجودة، مما يساهم بشكل أكبر في ترسيخ الطبقات الاقتصادية. ص>
توصلت الدراسة إلى أن فجوات الدخل وانعدام القدرة على التنقل بين المجموعات العرقية المختلفة والجنسين، إلى جانب التفاوتات التاريخية، كان لها تأثير طويل الأمد على القدرة على التنقل الاقتصادي لبعض المجموعات العرقية. على سبيل المثال، كان دخل الأشخاص البيض ينمو بشكل عام بشكل أسرع من دخل الأشخاص السود، وقد أدى هذا النمو غير المتكافئ إلى إعاقة الحراك الاقتصادي في المجتمع. ص>
لكسر القيود الاقتصادية على الأطفال، يتعين على البالغين اتخاذ عدة خطوات. وعلى المستوى السياسي، ينبغي للحكومة أن تستثمر أكثر في الموارد التعليمية وتوفر فرص تعليمية متساوية؛ وعلى المستوى الاجتماعي، ينبغي لها أن تعمل على تعزيز التبادل بين مختلف الفئات الاجتماعية والحد من تصلب الطبقات الاجتماعية. ص>
إن التوزيع العادل للموارد التعليمية من شأنه أن يساعد على إزالة الحواجز بين الطبقات الاجتماعية.
وعندما نناقش قضية الحراك الاقتصادي، يجب علينا أيضًا الانتباه إلى تأثير الخلفية العائلية والبيئة الاجتماعية على نمو الأطفال. بطبيعة الحال، لن يحدث تغيير في هذا الوضع بين عشية وضحاها. فكيف يمكننا إذن أن نكسر هذا الحاجز الاقتصادي ونضمن حصول كل طفل على فرص متساوية للتنمية؟ ص>