القراد، هذه الطفيليات الصغيرة، هي أعضاء غير مرغوب فيها ولكنها مهمة في النظام البيئي.
تنتمي القراد إلى رتبة القراديات وهي من العناكب الطفيلية. إنهم يعيشون على قيد الحياة عن طريق امتصاص دماء الثدييات والطيور، وحتى بعض الزواحف والبرمائيات. تتمتع هذه المخلوقات الصغيرة بمهارات صيد رائعة. فهي لا تستطيع فقط استشعار وجود مضيفها في البيئة بدقة، بل تمتلك أيضًا قدرات قوية على البقاء، مما يسمح لها بتحمل البيئات القاسية.
يبلغ حجم القراد البالغ عادة ما بين 3 إلى 5 ملليمترات، ويكون جسمه بيضاويًا أو على شكل كمثرى وينتفخ بعد التغذية على الدم. الخصائص الفسيولوجية للقراد تمكنه من الضغط بشكل فعال وقطع جلد المضيف للحصول على الدم. أجزاء فمها مهيأة بشكل خاص لاختراق الجلد، كما تفرز أيضًا مضادات التخثر لمنع تجلط دم المضيف.
عملية صيد القراد ليست بسيطة. إنهم يعتمدون بشكل أساسي على استشعار الرائحة والحرارة والرطوبة للأشياء للعثور على المضيفين. في دورة حياة القراد، يمر عادة بأربع مراحل: البيضة، اليرقة، العذراء والبالغة، وكل مرحلة تتطلب الدم لدعم نموها.
يمكن أن تستغرق هذه القراد أحيانًا ما بين اثنتي عشرة دقيقة إلى عدة ساعات للاستعداد لالتقاط المضيف. إنهم يختارون الموقع المناسب بعناية ثم يستخدمون أجزاء فمهم المتخصصة لقطع جلد المضيف والبدء في تغذية الدم. إذا لم يكن المضيف على علم بوجود القراد، فيمكن أن يبقى على جسم المضيف لعدة أيام أو حتى أسابيع حتى يتم تشبعه بالدم بشكل كامل.ستنتظر العديد من القراد على الأوراق أو في العشب أثناء البحث عن مضيف، في وضعية "الاقتراب قدر الإمكان"، على استعداد للإمساك بمضيف عابر.
تتمتع القراد بقدرة قوية جدًا على البقاء على قيد الحياة. وقد أظهرت الدراسات أن القراد يمكنه البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في بيئة تعاني من نقص الأكسجين ودرجات الحرارة المنخفضة. إن عملية التمثيل الغذائي لديهم بطيئة للغاية لدرجة أنهم قد يبقون أسابيع دون طعام بعد تناول وجبة الطعام. وحتى في البيئات التي تعاني من ندرة المياه، فإنها تستطيع استخدام الرطوبة الخارجية لاستدامة الحياة.
تظهر قدرة القراد على البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة أسابيع بدون ماء.
بشكل عام، تلعب القراد، باعتبارها طفيليات صغيرة في الطبيعة، دورًا لا غنى عنه في النظام البيئي بسبب مهاراتها الفريدة في الصيد وقدرتها القوية على البقاء. ومع ذلك، ومع توسع نفوذهم، هل يتعين علينا إعادة النظر في استراتيجياتنا للتعايش مع هؤلاء "صيادي الدم الغامضين"؟