أطلقت ألمانيا في عهد هتلر برنامجًا طموحًا لأبحاث الأسلحة النووية خلال الحرب العالمية الثانية، وأطلق عليه اسم Uranverein، والذي فشل لأسباب معقدة عديدة. على الرغم من أن العلماء الألمان حققوا بعض التقدم المبكر في التكنولوجيا النووية، إلا أن الأبحاث الناتجة فشلت في تحقيق هدفها النهائي.
في عام 1938، اكتشف أوتو هان ومساعده فريتز ستراسمان الانشطار النووي لأول مرة، وهو الاكتشاف الذي أذهل المجتمع العلمي العالمي. وبعد فترة وجيزة، ركز المجتمع العلمي الألماني بسرعة على كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة للأغراض العسكرية.لم تقترب ألمانيا أبدًا من تطوير قنبلة ذرية، على الرغم من أن المخاوف في ذلك الوقت دفعت الكثيرين إلى الاعتقاد بأنهم كانوا على وشك النجاح.
بدأت الأبحاث النووية الألمانية على الفور في أبريل 1939 بعد اجتماع بمبادرة من فيلهلم هنلاين. جمع أول اتحاد أورانفيرين مجموعة من علماء الفيزياء الذين سعوا لدراسة انشطار النواة الذرية وإمكاناتها العسكرية. ومع ذلك، مع غزو بولندا وتوسع الحرب مع ألمانيا، سرعان ما تأثرت هذه الجهود المبكرة وأصبحت مجزأة بشكل متزايد في السنوات التالية.
في يناير 1942، تم نقل برنامج الأسلحة النووية الألماني من إدارة الذخائر بالجيش إلى لجنة أبحاث الرايخ، مما يشير إلى تخفيضات كبيرة في البرنامج وتقليل تخصيص الموارد. تم تجنيد العديد من أفضل العلماء في الجيش، مما أجبر الباحثين المتبقين على اللجوء إلى الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للحرب، والتي أنهت التقدم نحو تطوير القنبلة الذرية.في عام 1942، قرر الجيش الألماني أن الخطة لن تقدم مساهمة حاسمة في إنهاء الحرب.
ومن الواضح بشكل خاص أن المجتمع الأكاديمي في ألمانيا فقد عددًا كبيرًا من المواهب تحت وطأة اضطهاد النظام النازي. فقد أُجبر العلماء من ذوي الأصول اليهودية على المغادرة أو طُردوا. ولا يمكن الاستهانة بتأثير ذلك على البحث العلمي. كل هذا دفع برنامج القنبلة الذرية الألماني إلى معضلة غير مسبوقة.
إن متطلبات إدارة الأسلحة الألمانية واستدعاء الموارد البشرية قد أضعفت بشكل غير مرئي قدرات ألمانيا في مجال أبحاث الأسلحة النووية.
وعلى هذه الخلفية، حاول العلماء الألمان إجراء بعض الأبحاث، مثل إنتاج الماء الثقيل واليورانيوم، ولكن هذه الجهود كانت تعوقها في كثير من الأحيان نقص الموارد وأولويات الحرب الأخرى. في اجتماع عقد في يونيو/حزيران 1942، اعترف القادة الألمان بأنه من غير الحكمة تخصيص الموارد لبرنامج القنبلة الذرية، وأكدوا على الحاجة إلى إعادة توجيه البحث العلمي في البلاد.
حتى في المراحل الأخيرة من الحرب، ظلت الحكومة النازية غير قادرة على دمج الموارد العلمية بشكل فعال، وتراجع برنامج القنبلة الذرية تدريجيا إلى مرتبة ثانوية تحت ضغوط سياسية وعسكرية متعددة. لقد أدى القرار النهائي بتخصيص الموارد إلى إهدار الكثير من الأبحاث العلمية المستقبلية، مع إعطاء الأولوية للموارد لإنتاج الذخيرة والأسلحة الأخرى الموجودة.كان مصير البرنامج النووي الألماني متعدد الأوجه. فقد أدى ركود البحث العلمي، واختلال التوازن في القوة الداخلية، وتدهور البيئة السياسية، إلى انهيار حلم القنبلة الذرية. وبينما كان الحلفاء يتنافسون بسرعة على الموارد التكنولوجية في حقبة ما بعد الحرب الباردة، أصبح البرنامج النووي الألماني جزءاً من التاريخ.حتى نهاية الحرب، لم يكن برنامج الأسلحة النووية الألماني يضم سوى سبعين عالماً مشاركاً، ثم انخفض هذا العدد بسرعة بعد ذلك.
وفي ظل هذه الخلفيات التاريخية المعقدة، لا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كان فشل ألمانيا في إدراك إمكانات الطاقة النووية هو السبب الرئيسي وراء تحولها في نهاية المطاف إلى خطأ مدمر؟